والتقائه بالجنود المرينيين وبطشه بهم وتقدمه إلى وادى يسر ودخوله تلمسان عنوة، وينهى القصيدة منشدا:
نظمنا شتيت الملك بعد افتراقه ... وكم بات نهبا شمله دون ناظم
شددنا له أزرا وشدنا بناءه ... بأوثق أركان وأقوى دعائم
فصارت ملوك الأرض تأتى مطيعة ... إلى بابنا تبغى التماس المكارم
وجاءت لنا من كلّ أوب ووجهة ... تبايعنا طوعا وفود العمائم
وقمنا بأمر الله فى نصر دينه ... وفى كفّ ما قد أحدثت من مظالم
وهو يفتخر بأنه أعاد للملك الزيانى المنهوب نظامه وسلطانه، وشدّ أزره وقوته وشاد بناءه وأعلاه أقوى ما يكون الإعلاء بأركان وثيقة ودعائم متينة، مما جعل ملوك الأرض يقصدون بابه معلنين طاعتهم زلفى إليه والتماسا لمكارمه، وإن قبائل العرب ليفدون عليه من كل ناحية وجهة تبايعه طوعا، وإنه ليقوم بنصر دين الله ونشر العدل فى ربوع بلاده والقضاء على ما أحدث المرينيّون من مظالم، ويفتخر فى قصيدة ثانية من وزن المتدارك بسياسته الرشيدة فى الحكم قائلا:
أنزلت الناس منازلهم ... وتركت الظالم فى وجل
أحمى المظلوم وأنصره ... وأقيم الحق على عجل
وأنا للحرب كعنترها ... وأنا فى السلم أخو جذل
وأنا موسى وأبو حمو ... أصلح للملك ويصلح لى
سيفى إن صلت بقائمه ... أدنى المرّاق إلى الأجل
وكذا كفّاى إذا انبسطت ... من كان مقلاّ عاد ملى
فهو يسوس رعيته سياسة حميدة ينزل الناس فيها منازلهم دون خفض أو رفع، وهى سياسة تقوم على العدل الذى لا تصلح حياة الرعية بدونه، وإنه ليحمى المظلوم من ظالمه وينصره عليه، ويقيم الحق سريعا لا يخشى فيه ملامة لائم، وإنه شجاع شجاعة عنتر بن شداد فى الحرب، أما فى السلم فإنه صاحب دعة وحياة آمنة رافهة، ويقول أنا أبو حمو موسى أصلح للملك بعدلى وحكمى القويم ويصلح لى، وإنه لبطل فى الحرب يقطع رقاب المارقين والثائرين، أما فى السلم فغيث مدرار وإن كفيه لتنثران الأموال نثرا، حتى ليصبح المقل الفقير مليئا ثريا، ويقول مفاخرا:
وما بسوى العلياء همنا جلالة ... إذا هام قوم بالحسان النّواعم
بروق السيوف المشرفيّات والقنا ... أحبّ إلينا من بروق المباسم