للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل حينئذ مالك بن نويرة سيد بنى يربوع، ولأخيه متمم فيه مراث رائعة (١).

واتجه خالد بجيوشه نحو بنى حنيفة فى اليمامة ومتنبئها مسيلمة، فالتقى بها فى «عقربة» ونشبت بين الطرفين معارك حادة استحرّ فيها القتل، غير أن الدوائر لم تلبث أن دارت على بنى حنيفة، فسقط متنبئها فى ميدان المعارك، وأعلنت استسلامها. وكان ذلك نصرا مؤزرا لدين الله، وسرعان ما دانت «البحرين» بالطاعة، واتجهت أسراب من هذه الجيوش إلى حضرموت ونجران واليمن، حيث التفّ الناس هناك حول متنبئ يسمى الأسود العنسى ومتنبئ آخر يسمى قيس بن عبد يغوث، ولم تلبث كل هذه الأنحاء أن استسلمت.

وإذا كانت معركة الشرك لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم قد خلّفت ملحمة كبيرة فإن معركة الردة هى الأخرى قد خلّفت أشعارا كثيرة، بعضها كان إنذارا وتخويفا ووعظا من مثل قول الحارث بن مرة فى وعظه لبنى عامر (٢):

بنى عامر إن تنصروا الله تنصروا ... وإن تنصبوا لله والدين تخذلوا

وإن تهزموا لا ينجكم منه مهرب ... وإن تثبتوا للقوم والله تقتلوا

وبعضها كان حماسة دينية يهتف بها المحاربون من المسلمين من مثل قول أوس بن بجير الطائى فى موقعة بزاخة (٣):

وليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما تختلى من أذرع ورقاب (٤)

ألم تر أن الله لا ربّ غيره ... يصبّ على الكفار سوط عذاب

وللمرتدين أشعار مختلفة يستثيرون بها العزائم (٥).


(١) انظر فى متمم ورثائه لأخيه الأغانى (طبعة الساسى) ١٤/ ٦٣ والشعر والشعراء (طبع دار المعارف) ١/ ٢٩٦ والخزانة ١/ ٢٣٤ ومعجم الشعراء للمرزبانى (طبعة الحلبى) ص ٤٣٢ والمفضليات (طبع دار المعارف) ص ٢٦٣، ٢٧١.
(٢) الإصابة لابن حجر ٢/ ٥٥ وراجع فى أشعار أخرى الإصابة ١/ ٢٧٤، ٢/ ٣، ٢/ ١٥٢، ٥/ ١٢٢.
(٣) الإصابة ٢/ ٥٥.
(٤) تختلى: تقطع.
(٥) تاريخ الطبرى ٢/ ٤٩٤ والإصابة ٣/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>