للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى ألف وسبعمائة بيت سماها المقنع الشافى، وله أرجوزة فى تلخيص أعمال الحساب لابن البناء، وأرجوزة فى نظم كتاب الجمل فى المنطق للخونجى. ومن ناظمى الشعر التعليمى فى القرن التاسع بين أصحاب علوم الأوائل الحباك (١) محمد بن أحمد المتوفى سنة ٨٦٧ هـ‍/١٤٦٣ م وله أرجوزة فى الأسطرلاب كانت ألفية هذا العلم فى العهد العثمانى، ومن أجل ذلك كثرت شروحها وقد سماها: «بغية الطلاب فى علم الأسطرلاب» وفيها تحدث عن رسوم الأسطرلاب وأجزائه ومطالع البروج والجهات الأربع إلى غير ذلك من موضوعات علم الفلك. ومن ناظمى هذا القرن أحمد (٢) بن عبد الله الجزائرى المتوفى سنة ٨٨٤ هـ‍/١٤٧٩ م وله منظومة فى علم التوحيد أو علم الكلام استهلّها بقوله:

الحمد لله وهو الواحد الأزلى ... سبحانه جلّ عن شبه وعن مثل

نظمها فى مقتبل عمره وسماها الجزائرية وأرسلها إلى العلامة محمد السنوسى فأعجب بها وشرحها، وقد دوّت شهرتها فى الجزائر وغير الجزائر، وبالمثل شرح السنوسى أرجوزة فى نفس العلم لتلميذه محمد (٣) بن عبد الرحمن الحوضى، سماها واسطة السلوك افتتحها بقوله:

الحمد لله الذى دلّ عليه ... إيجادنا ثم افتقارنا إليه

وبعد فالتوحيد أشرف العلوم ... وهو أساسها الذى به تقوم

ولابن (٤) زكرى معاصرهما المتوفى سنة ٩٠٠ هـ‍/١٤٩٤ م أرجوزة فى نفس الموضوع شرحها الورتلانى. وحرى بنا أن نعرف أن الجزائر وكل بلاد المغرب-كما قلنا فى غير هذا الموضع-كانت تعتنق مذهب الأشعرى فى قضايا العقيدة وعلم التوحيد. ونمضى فى القرن العاشر الهجرى ونلتقى بالفقيه أحمد (٥) بن الحاج البجائى المتوفى سنة ٩٣٠ هـ‍/١٥٢٤ م وقد رأى للشيخ السنوسى كتابين فى علم التوحيد باسم العقيدة الكبرى والعقيدة الصغرى، فنظم الصغرى فى أرجوزة له ابتدأها بقوله:

الحمد لله الذى عرّفنا ... بنفسه وبالهدى شرّفنا

وبعد فالمقصود من هذا النظام ... نظم عقيدة السّنوسىّ الإمام

من غير تبديل ولا تغيير ... سوى اختلاف اللفظ والتعبير

وله منظومات فى مسائل فقهية متعددة. ولكثيرين منظومات أو أراجيز فى علوم مختلفة، على نحو ما نرى عند عبد الرحمن الأخضرى وسنخصه بكلمة أو ترجمة، وكثيرا ما كانوا


(١) انظره فى البستان ص ٢١٩ وتاريخ الجزائر الثقافى لسعد الله ١/ ١٠٩ وما بعدها.
(٢) راجع تعريف الخلف ١/ ٣٨ وسعد الله ١/ ٨٤.
(٣) انظره فى البستان ص ٢٥٢ وعند سعد الله ١/ ٩٠.
(٤) انظر فى ابن زكرى البستان ص ٣٨ وعند سعد الله ١/ ٨٥.
(٥) راجع ابن الحاج فى البستان ص ٨ - ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>