للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففيهم من ليس مجتهدا، والكلية الحكم الشامل لكل فرد فى المجموع كقولك: «كل إنسان قابل للعمل». والجزئية الحكم على بعض الأفراد كقولك: «بعض طلاب الجامعة مجتهدون» والجزء ما تركب منه ومن غيره كالسمار والخيط للحصير والمبتدأ والخبر للجملة الاسمية. ويعقد فصلا للتعريفات والحدود قائلا:

معرّف إلى ثلاثة قسم ... حدّ ورسمىّ ولفظىّ علم

فالحدّ بالجنس وفصل وقعا ... والرسم بالجنس وخاصّة معا

وناقص الحدّ بفصل أو معا ... جنس بعيد لا قريب وقعا

وناقص الرسم بخاصة فقط ... أو مع جنس أبعدن قد ارتبط

وما بلفظىّ لديهم شهرا ... تبديل لفظ برديف أشهرا

والأخضرى يقول إن التعريفات خمسة أقسام: حدّ تام وهو التعريف بالجنس والفصل وهو الصفة الملازمة التى لا يشترك فيها أحد مع المعرف مثل: «الإنسان حيوان ناطق» أى ذو عقل مفكر. والحد الناقص هو التعريف بالفصل وحده مثل ناطق أو بالفصل مع الجنس البعيد مثلى: «الإنسان جسم ناطق». والرسم التام التعريف بالجنس القريب والخاصة وهى صفة غالبة غير ملازمة وقد تكون مشتركة كتعريف الإنسان بأنه حيوان ضاحك لأن من النسانيس والقردة ما قد يضحك. والرسم الناقص إما بالخاصة فقط مثل ضاحك أو مع جنس بعيد مثل الإنسان جسم ضاحك. والتعريف اللفظى أو باللفظ التعريف بالمرادف الأشهر مثل تعريف الغضنفر بأنه الأسد. وواضح مدى إحكام عبد الرحمن الأخضرى للتعبير عن مسائل علم المنطق وقواعده بمنتهى الوضوح ومنتهى الدقة فى الإيجاز والاختصار. وهو-بحق- يعد فى طليعة المجيدين لنظم العلوم لا فى الجزائر وحدها بل فى العالم العربى جميعه. وقد أكب كثيرون على شرح هذا المتن البديع فى علم المنطق فشرحه سعيد قدورة فى الجزائر وشرحه فى مصر الملوى شرحين كبيرا وصغيرا ووضع عليه حاشية الشيخ إبراهيم الباجورى سنة ١٢٢٦ هـ‍/١٨١٦ م وطبعت مع تقرير عليها للشيخ محمد الإنبابى سنة ١٢٩٧ هـ‍/١٨٨٠ م. وشرحه الشيخ أحمد الدمنهورى وطبع شرحه مع شرح الناظم الأخضرى سنة ١٣١٤ هـ‍/١٨٩٧ م وهى صورة من التواصل العلمى بين مصر والجزائر. ومرّ بنا أن الجزائر ظلت تعنى طويلا بكتابات ابن الحاجب وخليل بن إسحاق المصريين فى الفقه المالكى.

<<  <  ج: ص:  >  >>