لقد أشرقت شمس النهار بنوره ... وبدر الدّجى لما بدا والكواكب
أعلّل قلبى بالوصول لقبره ... وإن غبت ما قلبى-وحقّك-غائب
وإنّي أناديه وإن كنت نازحا ... نداء غريب غرّبته المغارب
والعطار يقول إنه حين بدت علامات طيبة أى المدينة قصّرت خطا الشوق التى كانت قد طوّلتها مفازات الطريق فى إفريقيا وجزيرة العرب، وما أعظم فرحته-كما يقول-فقد وقفوا وسلموا على ربوع طيبة أو ربوع الحبيب، وحنت معهم الركائب لهذه المنازل. ويقول إنهم نزلوا وقبّلوا تراب طيبة العطر وطابت به صدورهم وأفئدتهم، ونعمت العيون بمشاهد تلك المعاهد ونعمت القلوب، إذ حوت تلك المعاهد سيد الرسل الذى تجاب عنده المطالب، والذى صعد به جبريل إلى السموات السبع طبقة بعد طبقة ورفعت من دونه الحجب. وإنه لنور خالص، نور أزلى، ومن نوره تستمد الشمس والقمر والكواكب. وكأنما يفيق العطار من حلمه، فيرى نفسه لا يزال فى مدينة الجزائر لم يبرحها، ويقول إنه يمنّى نفسه بزيارة الرسول، وإن غبت عنه فإن قلبى ليس غائبا، وإنّي أناديه، وسأظل أناديه نداء غريب ظامئ أشد الظمأ لرؤية قبره العطر الشريف.