وإيطاليا وبالبابا فى روما وجاءته حشود من الفرسان، والتقت الفئتان فى موضع يدعى الزلاّقة شمالى بطليوس، ودارت معركة حامية الوطيس مزّق فيها جيش ألفونس شر ممزّق، ويقال إنه كان مائة وثمانين ألف فارس ومائتى ألف راجل، فنكّل جيش يوسف بن تاشفين بهذا الجيش وقتل منهم مقتلة عظيمة، وفرّ ألفونس على وجهه إلى طليطلة فى شرذمة قليلة من الفرسان مثخنا بالجراح. وبلغت يوسف وفاة ابن له، فاضطر إلى العودة إلى مراكش بعد هذا النصر المبين، ولو أنه تابع بعده زحفه إلى طليطلة لاستولى عليها. وفى سنة ٤٨١ هـ/١٠٨٨ م أخذ ألفونس يغير على إمارة المعتمد بن عباد عن طريق حصن لبيط، واستغاث بابن تاشفين، فاجتاز الزقاق إليه وكتب إلى من سواه من أمراء الطوائف ليلتقوا للجهاد ضد ألفونس، ولم يلبّه سوى أمير مرسية وأسرّها فى نفسه، وانتصر أمير المسلمين وعاد إلى عاصمته مراكش. ودبّ الخلاف والشقاق بين أمراء الطوائف ومدّوا أيديهم إلى ألفونس يدفعون له المغارم ويطلبون منه العون وخاصة عبد الله بن زيرى أمير غرناطة فعبر يوسف الزقاق إلى الأندلس للمرة الثالثة، وفيها خلع عبد الله بن زيرى وأسرته عن غرناطة وأرسل بهم إلى مراكش. وترك وراءه صهره سير بن أبى بكر ليخلع أمراء الطوائف جميعا ومن أبى قاتله أو أخذه أسيرا، وقاتله المتوكل أمير بطليوس وقتله، ونازله المعتمد أمير إشبيلية وأسره ونفاه مع أسرته إلى أغمات. واستولى المرابطون على المرية وفر ابن صمادح إلى إفريقية كما استولوا على دانية وشاطبة وبلنسية سنة ٤٨٥ هـ/١٠٩٢ م وبذلك دانت لهم الأندلس ما عدا سرقسطة فإن ابن تاشفين-بنظره الثاقب- رأى أن تظل مع أمرائها من بنى هود، لتكون ثغرا حربيا حاجزا بين نصارى الشمال والأندلس. وفى سنة ٤٩٠ هـ/١٠٩٦ م وقيل بل فى سنة ٤٩٦ هـ/١١٠٢ م عبر ابن تاشفين إلى الأندلس مرة رابعة لأخذ البيعة لابنه على. وفى سنة ٥٠٠ هـ/١١٠٦ م توفى البطل العظيم يوسف بن تاشفين وبويع لابنه على بمراكش.
وكان على مجاهدا كبيرا مثل أبيه وفى سنة ٥٠١ هـ/١١٠٧ م وجّه أخاه تميما الوالى على غرناطة بجيش إلى إقليش شرقى طليطلة، ولقيه ألفونس وهزمه تميم هزيمة منكرة، قتل فيها ابنه الوحيد ولى عهده، ومات بعد الموقعة بعشرين يوما متحسرا على هزيمته وفقد ابنه، واستولى تميم على حصن إقليش وشنتبريّة. وفى سنة ٥٠٣ هـ/١١٠٩ م عبر على بن يوسف إلى الأندلس بجيش كثيف هاجم به طليطلة وفتح من أحوازها سبعة وعشرين حصنا وفتح مجريط. ووادى الحجارة. وفى السنة التالية فتح سير بن أبى بكر مدن شريش وبطليوس وبرتغال ويابرة وأشبونه وجميع بلاد الغرب. وفى سنة ٥٠٧ هـ/١١١٣ م توفى سير بن أبى بكر بإشبيلية وخلفه عليها محمد بن فاطمة حتى سنة ٥١٠ هـ. وفى السنة التالية ٥٠٨ هـ/١١١٤ م توفى القائد مزدلى غازيا ببلاد النصارى. وفى سنة ٥٠٩ هـ/١١١٥ م تملك المرابطون جزائر البليار: ميورقة وأختيها. وأخطأ على بن يوسف فأخذ سرقسطة من حماتها بنى هود، وسرعان