للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبى دانس منذ سنة ٥٤١ هـ‍/١١٤٦ م وعبر يوسف إلى الأندلس فى سنتى ٥٦٦ هـ‍/١١٧٠ م و ٥٨٠ هـ‍/١١٨٤ م لمجاهدته ومجاهدة النصارى واستولى على بعض الحصون.

وتوفى يوسف سنة ٥٨٠ وخلفه ابنه يعقوب، وفى عهده بلغت ثورة الموحدين على أصحاب المذاهب الأربعة فى المشرق وكتبهم ذروتها إذ كان قصده محو مذهب مالك من المغرب وحمل الناس على الظاهر من القرآن والحديث. وكان الأيوبيون قد أرسلوا قراقوش لإحداث قلاقل فى طرابلس وتونس علهما يتبعان مصر ويعينانها فى حروبها مع الصليبيين، وفى الوقت نفسه نزل إفريقية التونسية بعض بنى غانيّة (أمهم من غانة) ولاة المرابطين على جزائر البليار لمحاولة تأليب أهلها وثورتهم على الموحدين، واستطاع يعقوب القضاء على هذه القلاقل والفتن بحملة كبيرة اتجه بها إلى تلك الديار سنة ٥٨٣ وأتمّ القضاء عليها نهائيا الولاة بعده. ووضع نصب عينيه الاستعانة بالهلاليين وغيرهم من الأعراب فى إعداد جيش ضخم لمنازلة نصارى الإسبان من جهة، وليفيد فى جيشه من بسالتهم المشهورة وليبعد عيثهم وغاراتهم عن المغرب من جهة ثانية. وتوفى ابن الرنق ملك البرتغال سنة ٥٨١ هـ‍/١١٨٥ م وخلفه ابنه: سانشو فتمكن سنة ٥٨٥ هـ‍/١١٨٩ م بمساعدة صليبيين هولنديين وإنجليز من الاستيلاء على مدينة شلب، فاستردها يعقوب سنة ٥٨٧ هـ‍/١١٩١ م واستولى على عدد من الحصون، وأخذ يعدّ لمعركة كبرى، واستنفر العرب الهلالية والمغاربة وأهل الأندلس، وسمع بذلك ألفونس الثامن صاحب قشتالة، فاستعان بالبابا وملوك أوربا وحشد جموعه النصرانية فى سهل حول حصن يسمى الأرك بين قرطبة وطليطلة ومزّقهم جيش المسلمين كل ممزق، ولاذ ألفونس الثامن بالفرار نحو طليطلة مع عدد من فرسانه، ولو أن يعقوب تبعه إلى طليطلة لاستولى عليها، ولكنه صنع ما صنعه يوسف بن تاشفين بغد موقعة الزلاقة، إذ اكتفى بعقد معاهدة بينه وبين ألفونس بعدم الاعتداء لمدة عشر سنوات. ومما يؤثر له أنه أصلح مسجد إشبيلية وبنى مئذنته المعروفة باسم الخير الدا. وتوفى سنة ٥٩٥ هـ‍/١١٩٨ م.

وتولى بعده ابنه عبد الله الناصر وشغله أمر بنى غانية، واستولي على جزائر البليار سنة ٦٠٠ هـ‍/١٢٠٣ م وتتابعت هزائمهم فى طرابلس والمهدية وتونس. وعند تبسة فى إقليم الزاب، وانسحب من بقى منهم إلى الصحراء. وبينما كان الناصر مشغولا بالقضاء على بنى غانية كان ألفونس الثامن يعد لمعركة فاصلة بينه وبين الموحدين وأعانه البابا وملوك النصارى وجاءه عبّاد الصليب سيولا وراء سيول، والتقى النصارى بجيش الموحدين عند حصن العقاب إلى الجنوب الشرقى من حصن الأرك سنة ٦٠٩ هـ‍/١٢١٢ م، ودارت الدوائر على الموحدين. وتوفى الناصر بعد الموقعة بشهور قليلة، وكان ذلك إيذانا بانهيار الجبهة الإسلامية فى الأندلس. وخلف الناصر ابنه يوسف الذى تلقب بالمستنصر، وثار عليه أهله وذوو رحمه فى الأندلس والمغرب

<<  <  ج: ص:  >  >>