الكروم والعسل والمعز والأغنام، ولذلك يكثر فيه الصوف، كما تكثر فى بعض الأنحاء-مثل أزغار على المحيط-أشجار التوت وما يتغذى عليها من دود القز. وبجواز منطقة غارت إلى الغرب منطقة الريف على البحر المتوسط وتكثر فيها الفواكه وخاصة البرتقال والعنب والسفرجل والليمون، كما يكثر العسل وأشجار الزيتون. وجنوبى غارت منطقة الحوز وتنتج القمح والشعير والذرة وكميات وافرة من الكروم والدراق والتين والسفرجل المعطر والليمون وأيضا من الكتان والقنب، وتكثر أشجار التوت فى بعض المناطق ويتغذى عليها دود القز، وبها كثير من الماشية وخاصة المعز والخيول والبغال. وجنوبى الحوز منطقة تادلة وتكثر بها بساتين الكروم والتين وأشجار الجوز والزيتون الباسقة، وتتكاثر فيها الأنعام والماشية والأغنام ولذلك إنتاج الصوف فيها وافر جدا وسفوح الجبال جيدة لرعى الماشية وإنتاج الشعير. وشرقى منطقة مراكش منطقة هسكورة وتكثر بها أشجار النخيل والزيتون والجوز والنيلة وبساتين الفاكهة الجيدة: مشمش وغير مشمش وخاصة الكروم وتنتج عنبا أحمر كبير الحجم كبيض الدجاج، ويكثر فيها العسل، ومن عسلها نوع أبيض كاللبن وهو ممتاز ونوع أصفر كالذهب، كما يكثر فيها الزيت وطعمه طيب. ويكثر الغنم والمعز، ويقول الوزان: لبعض أغنيائهم مائة ألف رأس من الغنم والمعز، ويبيعون صوفها ويتركون للرعاة الحليب والجبن. وشرقى السوس منطقة جزولة وتنتج كميات وافرة من الشعير وبها مراع واسعة هيأت لوفرة من الماشية والأنعام والأغنام. وإلى الجنوب الشرقى منها منطقة درعة، وشماليها على نهر زيز سجلماسة، والمنطقتان تهتمان بتربية المعز والأغنام وتنتجان كميات وافرة من التمر لكثرة ما بهما من النخيل، وللتمر فيهما أنواع كثيرة فاخرة، وكانت تنمو بهما الكروم والدراق.
ومن وجوه العيش والكسب فى المغرب الصيد على سواحل البحر المتوسط والمحيط والأنهار، ولا يكاد الوزان يترك مدينة كبرى أو صغرى على البحر المتوسط إلا يذكر أن بها صيادين أو أن أهلها جميعا صيادون، من ذلك ما يذكره عن أهل ميناء بادس من أن صياديها يحرصون على أن يحصلوا على كميات كبيرة من السردين وأسماك أخرى، وعادة يحتاجون لمساعدة بعض الأشخاص لهم فى سحب الشباك، ويتركون لهم وللأشخاص الذين يوجدون هناك قسما طيبا من السمك الذى يصيدونه. ويقول عن أهل مدينة صغيرة تسمى تاغسّة إنهم صيادون وملاّحون. ولا بد أن كان كثير من سكان الريف والهبط يحترفون القرصنة زمن ازدهارها فى المغرب الأقصى بالقرون التاسع والعاشر والحادى عشر، وكانت كثرة القراصنة من الأندلسيين الذين اضطهدهم ملوك الإسبان واضطروهم إلى الخروج من موطنهم فى الأندلس. وضعفت القرصنة بعد ذلك وظل صيد السمك غالبا على منطقة الريف، وكان يزاوله بعض السكان على المحيط، كما كانوا يزاولونه فى بعض الأنهار والبحيرات، وأهم نهر كانوا ينزلون للصيد فيه نهر أم الربيع عند مصبه قرب مدينة آزمور بمنطقة دكالة، وكان يكثر فى مياهه نوع من السمك