يسمى-كما يقول الوزان-الألوز وكان موسم صيده يبدأ فى تشرين الأول (أكتوبر) وينتهى فى أواخر نيسان (أبريل) ويقول الوزان إنه كان يحوى من الدهن أكثر مما يحوى من اللحم. أما البحيرات فنمثل لها ببحيرة كانت بمنطقة دكّالة أيضا فى حضن الجبل الأخضر، وكانت تحوى كمية كبيرة من الأسماك مثل سمك الحنكليس، وسمك الشبوط وأسماكا أخرى، وكلها ممتازة للغاية، ويقول الوزان إن أحدا لم يكن يصيد بها وإن السلطان محمد بن محمد البرتغالي توقف بجوارها ثمانية أيام وأمر بالصيد فيها. وكما كانوا يجليون صيد البحر كانوا يجلبون صيد البر بواسطة الأشراك، وخاصة فى منطقة درعة حيث كانوا يصيدون الحيوانات الوحشية مثل النعام والوعول ويسمونها اللمت والبقر الوحشى ويسمونه ودّان.
ومنذ القدم يعنى المغرب الأقصى بالصناعات اليدوية كالحدادة والنجارة واستخراج المعادن وتصنيعها وبخاصة الحديد، وتنتشر مناجمه فى مناطق كثيرة، وبخاصة فى منطقة غارت بالشمال، فالوزان يقول إن مليلة كانت تنتج كمية كبيرة من الحديد، وإن فى جميع الجبال المجاورة لجبل مدينة آمجّاو مناجم حديد، ويسكن المشتغلون بشئون هذه المناجم كثيرا من الدساكر والقرى فى المنطقة، ويقول عن جبل بنى سعيد: تستخرج من الأرض كمية كبيرة من الحديد، ولكل رئيس من رؤساء المشتغلين بالمنجم وشئونه بيته بجوار المنجم ومصنعه الذى يصفّى فيه الحديد، وينقل الحديد إلى فاس على شكل سبائك، وما لا يمكن بيعه يستخدم لصناعة أدوات من نوع الفئوس والمناجل والبلطات التى يقطع بها الخشب. وفى منطقة الحوز بجبل بنى يستيتن عدة مناجم حديد على سفحه، ويصنّع الحديد، وتعمل منه سبائك تحذى بها الخيل، ونفس السبائك تستعمل نقودا، ويجنى هؤلاء الجبليون من هذا الحديد دخلا كبيرا لأنهم يبيعون منه كمية كبيرة. ولكثرة الحديد فى المنطقة استطاع سكان جبل بنى يازغة صنع ما يشبه «تلفريك» للعبور من ضفة نهر إلى أخرى، وسنصفه فى موضع آخر. وفى منطقة جزولة عدة مناجم للحديد والنحاس ويصنعون من النحاس أوعية عديدة يحملونها إلى مختلف الأنحاء. ويكثر صناع آنية النحاس بأفران فى منطقة درعة لأنها من السلع التى يحملونها إلى السودان، وفيها عمال مهرة جدا فى الصناعات كصنع الشمعدانات والصحاف والمحابر والأشياء الأخرى، وجميعها تباع كما لو كانت من فضة. ونعود إلى منطقة الحوز ففى بلدة مزدغة تربة صلصالية يصنعون منها عددا لا يحصى من الأوانى الخزفية ويبيعونها فى فاس. وبسهل سهب المرجة الذى يبلغ حوالى ثلاثين ميلا عرضا وأربعين ميلا طولا بين جبال الأطلس المحاطة بغابات ضخمة ينتج الفحامون هناك مائة حمل من الفحم، ونلتقى بمثل هذا الفحم فى مدينة العرائش. وفى قصر المزاليق بسجلماسة منجم للرصاص وآخر للإثمد (الكحل) وتلقانا فى مدن كثيرة صناعة الشمع لكثرة إنتاج العسل فى غير بلدة، ومعاصر الزيت لكثرة أشجار الزيتون فى معظم أنحاء البلاد، وبالمثل دباغة الجلود، وتوجد أشجار النيلة فى أماكن مختلفة