للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزلوا مراكش لخدمة الخلفاء الموحدين. ويذكر بالمثل الأطباء المغاربة الذين أتقنوا الطب والصيدلة فى عصر الموحدين، ومنهم يحيى بن محمد السلوى المتوفى سنة ٥٦٣ هـ‍/١١٦٧ م، والشريف الإدريسى المتوفى حوالى سنة ٥٧٠ هـ‍/١١٧٤ م وله كتاب فى الصيدلة أو مفردات الأدوية، وأحمد بن عبد الملك الجذامى الناشئ بسبتة والمتوفى بمراكش سنة ٦٥٠ هـ‍/١٢٥٣ م. وقد أفاض المراكشى فى كتابه المعجب فى وصف البيمارستان الذى شيّده المنصور، ويقول إنه أجرى عليه ثلاثين دينارا كل يوم للإنفاق، وإنه كان به قسم للصيدلة وعمل الأشربة والأدهان والأكحال، ويذكر أن يعقوب كان يعود مرضى المارستان كل أسبوع بعد صلاة الجمعة. ويبدو أن أبا إسحاق إبراهيم الدانى البجائى كان أول رئيس للبيمارستان كما يفهم من ترجمة ابن أبى أصيبعة له فى كتابه طبقات الأطباء وأن رياسته ظلت فى بيته فترة.

ويذكر الدكتور شقرون فى كتابه مظاهر الثقافة المغربية ستة (١) من الأطباء المشهورين فى العصر المرينى ربما كان أهمهم أبو العباس أحمد بن شعيب الفاسى الذى اشتهر بتعمقه فى الفلسفة والرياضيات وعلوم الأوائل، وكان طبيبا فى البلاط المرينى زمن السلطان أبى سعيد عثمان وابنه أبى الحسن وقد اصطحبه معه حين غزا تونس، وبها توفى بالطاعون سنة ٧٤٩ هـ‍/١٣٤٩ م وكان طبيبا بارعا كما كان شاعرا بارعا. ومن أكبر الدلالة على كثرة الأطباء فى العصر المرينى أن نجد مؤلفا مجهولا لكتاب «بلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة فى الدولة المرينية من مدرس وأستاذ وطبيب» الذى نشره الأستاذ محمد بن تاويت فى العدد التاسع من مجلة تطوان يذكر سبعة من الأطباء بمدينة سبتة، بينهم طبيبة بارعة هى عائشة (٢) بنت الجيار، ويقول:

«قد كان بسبتة فى هذه الطبقة جماعة من الأطباء والشجّارين-يريد الصيادلة العشّايين- سوى من ذكرناه لم يبلغوا فى العلم والمكانة مبلغ هؤلاء (السبعة) تركت ذكرهم»، وإذا كان هذا العدد من الأطباء بإحدى مدن المغرب الأقصى فما بالنا بمن كان بفاس من الأطباء والصيادلة، ولا بد أن كانوا كثيرين، إذ يذكر الحسن الوزان أنه كان بفاس فى الداخل أو فى داخلها مارستانات بديعة وعدة مارستانات أخرى خارج أبوابها، وعلى الأقل كان يحتاج كل مارستان إلى صيدلى وطبيب إن لم يكن يحتاج إلى عدد من الأطباء والصيادلة.

ويعرض الدكتور محمد حجى مؤلفات (٣) الأطباء والصيادلة، ويبدأ بالوزير الغسانى المتوفى سنة ١٠١٩ هـ‍/١٦١٠ م ومما يذكر له حديقة الأزهار فى شرح ماهية العشب والعقار وهو


(١) مظاهر الثقافة المغربية: دراسة فى الأدب المغربى فى العصر المرينى ص ٢٢٧.
(٢) النبوغ المغربى ١/ ٢٢٥.
(٣) الحركة الفكرية بالمغرب فى عهد السعديين ١/ ١٦٠ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>