للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى علم العروض ورسالتان (١) فى وزن الرباعيات وهما تعرضان وزنين للرباعيات أو الدوبيت كما سماها الإيرانيون ومعنى دو عندهم اثنان، والوزن الأول فعلن متفاعلن فعولن فعلن والوزن الثانى فعلن فعلن مستفعلن مستفعلن. وكان ضياء الدين الخزرجى قد ألف متنا أو منظومة فى هذا العلم فشرحها أبو القاسم الشريف المار بين اللغويين وسمى شرحه باسم رياضة الأبىّ فى شرح قصيدة الخزرجى، وهو أول من شرحها شرحا وافيا. ولابن رشيد محمد بن عمر الفهرى السبتى الرحالة المتوفى سنة ٧٢١ هـ‍/١٣٢٢ م كتاب فى القوافى سماه: وصل القوادم بالخوافى فى ذكر أسماء القوافى، وكتاب ثان سماه باسم كتاب فى العروض. ويذكر الدكتور حجى للعصر السعدى كتابين (٢) فى علم العروض: كتابا لابن غازى باسم «إمداد بحر القصيد ببحرى أهل التوليد» ويقصد بأهل التوليد المولدين من الشعراء، وببحريهما أو بوزنيهما بحر أو وزن المتدارك، وهو وزن محدث فى العصر العباسى، وبحر أو وزن الدوبيت أو بعبارة أخرى الرباعية ووزنها أيضا محدث. وقد ذكرت فى العصر العباسى الأول أنها بدأت مع بشار وأنها كثرت عند أبى نواس وأبى العتاهية وضربت لها بعض الأمثلة ومنذ القرن الخامس الهجرى يتّخذ لها وزنان كما أسلفنا وبيّن ذلك غاية التبيين مالك بن المرحل فى الرسالتين اللتين ذكرناهما آنفا. والكتاب الثانى الذى ذكره الدكتور حجى كتاب كافية النهوض فى صناعة العروض لعبد العزيز الرّسموكى. ونلتقى فى العصر العلوى بمحمد بن زاكور المذكور بين اللغويين، وله شرح على منظومة الخزرجية باسم: «النفحات الأرجية والنسمات البنفسجية بنشر ما راق من مقاصد الخزرجية» كما نلتقى بحمدون بن الحاج المتوفى سنة ١٢٣٢ هـ‍/١٨١٧ م وله مقصورة فى العروض والقوافى.

وظل المغرب الأقصى يتدارس ما أنتجه المشرق فى علوم البلاغة والبديع من أعمال قيمة عند أمثال ابن المعتز وقدامة وابن وهب والحاتمى والآمدى والعسكرى والباقلانى وابن سنان الخفاجى وعبد القاهر الجرجانى والزمخشرى والسكاكى وابن أبى الإصبع، مضيفين إلى ذلك مدارسة بعض أعمال مغربية وخاصة كتاب العمدة لابن رشيق، وقد يتناولون أعمالا سابقة بالشرح على نحو ما صنع ابن رشيد بشرحه لكتاب فى التجنيس أو الجناس. ولم يلبث المغرب الأقصى أن أهدى إلى علوم البلاغة والبديع علمين فذين، هما ابن البناء أحمد بن محمد بن عثمان الأزدى المولود بمراكش سنة ٦٥٣ هـ‍/١٢٥٦ م العالم الرياضى البارع الذى لا تزال كتبه أو بعضها تدرس إلى اليوم فى المغرب الأقصى المتوفى سنة ٧٢١ هـ‍/١٣٢٢ م، وأبو محمد القاسم بن محمد الأنصارى السجلماسى، ولا نعرف شيئا


(١) انظر تعريفا بالرسالتين فى الجزء الخاص بالعراق فى المجلد الخامس من تاريخ الأدب العربى ص ٣٢٨ وهما منشورتان فى العدد الرابع من المجلد الثالث من مجلة المورد ببغداد.
(٢) انظر الحركة الفكرية ١/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>