كتاب وقف القرآن ذكر فيه الكلمات القرآنية التى يوقف عليها من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، ولا يزال العمل جاريا فى المغرب الأقصى إلى الآن فى كتابة المصاحف على ما وضعه ودوّنه فى هذا الكتاب. ولأحمد بن شعيب المتوفى سنة ١٠١٥ هـ/١٦٠٧ م إتقان الصنعة فى قراءة السبعة، ولعبد الواحد بن عاشر أستاذ القراءات المتوفى سنة ١٠٤٠ هـ/١٦٣١ م شرح على مورد الظمآن فى حكم رسم أحرف القرآن للخراز. ومن القراء فى عصر العلويين عبد الرحمن بن القاضى المتوفى سنة ١٠٨٢ هـ/١٦٧٢ م وله منظومة فى القراءات السبع، ومنظومة ثانية فى رسم المكى فى القرآن، وكتاب فى قراءة ابن كثير عالم أم القرى (مكة) وكتاب بيان الخلاف والشهير والاستحسان وما أغفله مورد الظمآن لابن الخراز. وعبد الرحمن المنجرة الصغير المتوفى سنة ١١٧٩ هـ/١٧٦٦ م وله حاشية على شرح التونسى المسمى الطراز فى شرح ضبط الخراز فى رسم أحرف القرآن، وله أيضا حاشية على شرح عبد الواحد بن عاشر المسمى فتح المنان على مورد الظمآن للخراز، ولمحمد بن عبد السلام الفاسى حاشية على شرح الجعبرى على الشاطبية المسماة حرز الأمانى، وله كتاب فى تجويد القرآن، وكتاب ثان فى طبقات المقرئين وكتاب ثالث فى مخارج الحروف.
وظل المغرب الأقصى يعتمد فى تفسير القرآن الكريم على ما ألفه المشرق فيه من كتب حتى إذا كنا فى عصر المرابطين أخذ يظهر فيه بعض المفسرين مثل أبى بكر السبتى محمد بن يعلى المعافرى خال القاضى عياض، وله تفسير لم يتم. وينشط غير عالم مغربى لتفسير الذكر الحكيم فى عصر الموحدين مثل عبد الجليل القصرى من أهل مدينة القصر الكبير المتوفى بسبتة سنة ٦٠٨ هـ/١٢١١ م وله تفسير للقرآن كان يقع-فيما يقال-فى ستين مجلدا، وابن مصالة الفازازى المكناسى المستوطن بأخرة «فاس» المتوفى بعد سنة ٦١١ هـ/١٢١٤ م وكان طوال حياته معتنيا بتفسير القرآن، وأبى الحسن بن الحصار على بن محمد الأنصارى الفاسى المتوفى سنة ٦٢٠ هـ/١٢٢٣ م سكن سبتة ومراكش وغيرهما وله الناسخ والمنسوخ فى القرآن ثلاث نسخ: الأكبر والأوسط والأصغر ومقالة فى إعجاز القرآن وأنشد له ابن عبد الملك المراكشى قصيدة رائية فى اثنين وعشرين بيتا نظمها فى المدنى والمكى من سور القرآن، ومحمد بن يوسف المزدغى المتوفى سنة ٦٥٥ هـ/١٢٥٨ م أقرأ بسبتة وفاس وولى الخطبة والصلاة بجامع القرويين فيها إلى وفاته، وله تفسير حفيل مفيد انتهى فيه إلى سورة الفتح. ومن المفسرين فى عصر الدولة المرينية أحمد بن فرتون السلمى الفاسى المتوفى سنة ٦٦٠ هـ/١٢٦٢ م وهو تلميذ ابن مصالة المار ذكره وله كتاب الاستدراك والإتمام بما فى كتاب السهيلى: التعريف والإعلام بما أبهم فى القرآن العزيز من الأسماء والأعلام، ومحمد بن على بن العابد الأنصارى الفاسى نزيل غرناطة وبها كتب لابن الأحمر، وله اختصار الكشاف للزمخشرى مع تجريده من آرائه الاعتزالية توفى سنة ٦٦٢ هـ/١٢٦٤ م ولابن البناء المار ذكره