للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان غرناطيا-نزل مراكش طويلا، إذ يذكر فى ترجمته أنه كان من موظفى أمرائها، وتوفى سنة ٥٥٧ عن تسعين سنة. ومنذ عصر الدولة اللمتونية أو دولة المرابطين يصبح تاريخ الأندلس جزءا متمما لتاريخ المغرب الأقصى. وكان يعاصر ابن الصيرفى القاضى عياض السبتى المار ذكره بين المحدثين وله ترجمة للرسول صلّى الله عليه وسلم باسم كتاب الشفا كما مر بنا، وكتاب فى أعلام مذهب مالك باسم المدارك وكتاب فى شيوخه باسم الغنية.

وتتكاثر فى عصر الموحدين كتب السيرة النبوية العطرة وكتب تاريخ دولة الموحدين وكتب التراجم والفهرسة، أما السيرة فيكتب فيها محمد بن قاسم بن عبد الكريم المتوفى سنة ٦٠٤ هـ‍/١٢٠٧ م كتاب اللمعة فى ذكر أزواج النبى صلّى الله عليه وسلم وأبنائه السبعة. ولأبى العباس العزفى المتوفى سنة ٦٣٣ هـ‍/١٢٣٥ م الدر المنظم فى مولد النبى المعظم، ولابن دحية المار ذكره بين المحدثين كتاب التنوير فى مولد السراج المنير، وكتاب سلسلة الذهب فى نسب سيد العجم والعرب وكتاب المستوفى من أسماء المصطفى، والابتهاج فى المعراج، وله التحقيق فى مناقب أبى بكر الصديق، وله فى التاريخ العام النبراس فى تاريخ خلفاء بنى العباس، وتاريخ الأمم فى أنساب العرب والعجم، وأعلام النصر المبين فى المفاضلة بين أهل صفين.

ونلتقى فى تاريخ دولة الموحدين بثلاثة من مؤرخى الدولة الرسميين بجانب اثنين من المؤرخين غير الرسميين، وأول المؤرخين الرسميين البيذق وله كتاب عن ابن تومرت ودعوته وكتاب ثان عن دولة الموحدين حتى نهاية عصر عبد المؤمن المؤسس الحقيقى للدولة. ويكتب مؤرخ رسمى ثان من حواشى الدولة ورجالها المقربين هو عبد الملك بن صاحب الصلاة المتوفى أواخر القرن السادس الهجرى كتابا عن دولة الموحدين حتى عصره باسم: «المن بالإمامة على المستضعفين بأن جعلهم الله أئمة وجعلهم الوارثين» مشيرا بذلك إلى الآية القرآنية: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْاارِثِينَ} ويدل عنوان الكتاب أنه شديد التعصب لتلك الدولة كما هو واضح فى قسمه الثانى الذى بقى لعصرنا من تاريخه والذى تحتفظ به مكتبة البودليانا فى أوكسفورد، ويشمل تاريخ دولة الموحدين من سنة ٥٥٤ هـ‍/١١٦٠ م إلى سنة ٥٦٨ هـ‍/١١٧٢ م وحقق هذا القسم الدكتور عبد الهادى التازى مع مقدمة قيمة ونشره فى دار الغرب الإسلامى. وهو تفصيل لأحداث السنوات الأربع الأخيرة من حياة عبد المؤمن المؤسس الحقيقى للدولة وعشر سنوات لأحداث السنوات العشر الأولى من حياة ابنه يوسف. ونلتقى بمؤرخ غير رسمى هو عبد الواحد المراكشى الذى كان حيا فى العقد الثالث من القرن السابع الهجرى، وله كتاب «المعجب فى تلخيص أخبار المغرب» من لدن فتح الأندلس حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>