عليهم، ويقول لنفسه بشراك فقد لاحت قباب الضريح النبوى ومسجده، وينبغى أن أنزل من فوق بعيرى، فقد نلت ما أهوى وأوثر، فهذا النبى الحجازى الذى تهفو إليه القلوب والذى بشرت به الرسل وأخبار الكتب السماوية، وهو الشفيع للمذنبين من أمته حين تتأجج نار الجحيم وتقول هل من مزيد. ويقول لكل مسلم: بادر وسلم على أنوار روضته التى قال فيها النبى صلّى الله عليه وسلم: ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة، وينبغى أن يزورها ويكتحل بأنوارها قبل مماته، ولا تشغله عن الزيارة القدسية أعذار. ويتجه بالخطاب إلى الرسول: يا خيرة الرسل وصفوتهم وأسمى الورى شرفا أثقلتنى آثام وأوزار كثيرة، فكن شفيعى لما قدمت من عثرات وخطيئات عند ربى، وإنه للغفار العظيم. ومن توسلات القاضى عياض الطريفة قوله متوسلا بالرسول الكريم (١):
بجاه رسول الله فارحم تضرّعى ... ونفّس همومى كلّها الفرع والأصلا
لجأت إلى باب الكريم لفاقتى ... فليس لنا مغن سواه ولا مولى
وصلّ على قطب الوجود محمّد ... صلاة تعمّ الرّسل والصّحب والأهلا
وهو يتوسل ضارعا إلى الرسول الكريم قائلا: إليك مددت كفى أستمطر وأستنزل الفضل طالبا كشف ما نزل بى من البلوى مستعطفا التفضل الكريم، ويقول قد دعوتك مضطرا فأجب دعائى عاجلا بتفريج كرب طالما شقيت به وبلغ بى هولا ما مثله هول، وأنت يا سيدى رسول الله ملاذى وملجئى ومقصدى، فسامحنى: سامح مسيئا طالما تجنّى فى جده وهزله. ويستغيث بربه قائلا: إنه نداء من أعمق الأعماق فى نفسى يا فالق الحب عن النبات والنوى عن النخيل وسامع النجوى الخفية يا ربى الأعلى إننى يتيم من الطاعات، والذنوب تثقل ظهرى، فارحم تضرعى تجاه رسول الله، وفرّج همومى جميعا الفرع منها والأصل وقد لجأت إلى بابك أيها الكريم لفاقتى وإنك وحدك المغنى وليس لنا مولى سواك. ربّى صلّ على قطب الوجود ومداره وسيده صلاة تعم الرسل وصحبه وآله.