للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس اليوم بدون العدّة الشرعية، فأبطل تلك العادة المحرمة، وحمل الناس على حكم الشريعة وأن تنتظر المطلقة قبل زواجها الثانى حتى توفّى عدّتها. وأنشأ الخلاوى لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علوم الدين، وبذلك أشبهت الخلوة عنده مدرسة، وكان له ما بين الخرطوم وأليس الكوة خمس عشرة خلوة أو مدرسة.

وممن تخرج فى الأزهر أولاد جابر الأربعة: إبراهيم وعبد الرحمن وإسماعيل وعبد الرحيم، درسوا على الشيخ المالكى البنوفرى تلميذ عبد الرحمن الأجهورى، وهو بدوره تلميذ شمس الدين اللقانى، وكانوا أيضا من أسباب انتشار المذهب المالكى فى السودان، وخاصة إبراهيم الذى نزل جزيرة ترنج ودرّس فيها مختصر خليل ورسالة ابن أبى زيد القيروانى فى الفقه المالكى، ويقول ود ضيف الله إنه أول من درس مختصر خليل ببلاد الفونج وشدّت إليه الرحال، ومن تلاميذه أربعون صاروا أعلاما، منهم الشيخ الزين ولد صغيرون. وصار كثير من تلامذته شيوخا للإسلام فى بلدان مختلفة، ويقول ود ضيف الله: فقهاء البلاد كلها إلى دار صليح تلامذته وتلامذة تلامذته، ومن تلامذته المشهورين الشيخ أرباب الخشن، وكان الطلبة فى حلقته يبلغون-كما يقول ود ضيف الله-ألف طالب ونيفا من دار مملكة الفونج إلى دار مملكة برنو على نهر النيجر. وممن تتلمذ للبنوفرى فى الأزهر أستاذ إبراهيم بن جابر المار ذكره الشيخ عبد الرحمن حموتو الخطيب ورفيقه الشيخ محمد سرحان، ويذكر ود ضيف الله أنه كان يقول «محمد يصلح للتدريس لكونه يسأل عن تحقيق نصوص المتن، وعبد الرحمن يصلح للفتوى لكونه يسأل عن معانى الشراح ويراجع آراءهم وفتاواهم. وممن تلقى العلم فى الأزهر من أعلام السودانيين الشيخ حمد المجذوب وكان فقيها صوفيا، ومر بنا أنه نشر الطريقة الشاذلية فى مدينة الدامر، وظلت أسرته تقوم بعده على الطريقة الشاذلية ودراسة العلوم الدينية.

ومن العلماء السودانيين الذين تخرّجوا فى الأزهر الشيخ عمار بن عبد الحفيظ، عنى بأن ينهل من حلقات شيوخ العربية الأزهريين، وعاد إلى السودان وأخذ يدرس لطلابه- كما يقول ود ضيف الله-علوم النحو واللغة والمنطق، وتتلمذ عليه سودانيون كثيرون كان لهم دور عظيم فى نشر علوم العربية والبلاغة فى أنحاء السودان، منهم الشيخ عبد الله بن صابون الذى اشتهر ببراعته-كما يقول ود ضيف الله-فى النحو والصرف والمعانى والبيان والبديع وعلم العروض، وكان شاعرا ماهرا، ومثله زميله الشيخ على ولد شاقعى، وكان مثله شاعرا مجيدا.

وكثيرون من علماء مصر البررة رحلوا إلى السودان لتعليم السودانيين شريعة الإسلام وممن ندب نفسه لهذه المهمة-كما يقول ود ضيف الله-محمد بن على بن قدم الكيمانى تلميذ الخطيب الشربينى إمام الشافعية بمصر المتوفى سنة ٩٧٧ هـ‍/١٥٧٠ م استوطن مدينة بربر إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>