للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بترجمة، ولغير شاعر سودانى فخر حماسى، وهو يتخذ صورا متعددة، من ذلك فخر الشخص بنفسه وآبائه مثل قول عبد الله الكردى المولود سنة ١٣٠١ هـ‍/١٨٨٤ م (١):

إنّى ابن أنثى حرّة عربية ... آباؤها بيض الوجوه فحول (٢)

إنّي عريق فى النّجار وأبلج ... فى برده كرم يكاد يسيل (٣)

تنميه للحىّ اللّقاح عشيرة ... وأب وقور ماجد بهلول (٤)

وأنا امرؤ زين المحافل شاعر ... لى هزّة نحو السماح تميل

هتفت بذكرى فى البلاد قصائدى ... وشدا بهنّ على الغصون هديل

وهو يفتخر بأن أمه عربية وأن آباءه بيض الوجوه فائقون لأعمالهم الجليلة وأنه عريق فى أصله مشرق الوجه، غيث مدرار، يكاد الكرم يسيل من برده، ينسب فى عشيرته لحىّ لم يدن لملوك أبدا، وأبوه وقور ماجد سيد، وإنه لزين المحافل شاعر يهتز للشيم الكريمة من سماحة وغير سماحة، وقد شاع ذكره فى البلاد لقصائده البديعة، وغنى بها على الغصون هديل الحمام وكأنه يرددها فى تلاحينه. ويقول على أرباب مفاخرا بنفسه فيما يقدم لوطنه (٥):

إذا أنا لم أرفع إلى المجد موطنى ... فلا ساعدى يوما علته مناكبه

أقومى إن متّ اذكرونى فإنما ... حياتى وقف للعلا ومراكبه

ومالى مقسوم لكلّ عشيرتى ... وصدرى رحب لا تضيق جوانبه

ولا أنا فعّال لشئ يشيننى ... ولست بعذّال لخلّى أعاتبه

هل الخير إلا أن تقوم بواجب ... تساعد مسكينا ويعطى رغائبه

وهو يقول إنه حرىّ به الموت إن لم يعش ليرفع من مجد وطنه وشأنه، وحرىّ بقومه أن يذكروه حين يموت، فحياته كانت وقفا للعلا وأسبابه. ويذكر أن لكل فرد فى عشيرته حظا فى ماله، وأنه حليم لا يضيق صدره بشئ، مكرم لنفسه لا يعمل شيئا يشينه، ومكرم لصديقه فلا يلومه ولا يعتب عليه فى شئ، ويقول إن الخير كل الخير أن تؤدى واجبا فتساعد مسكينا، وتحقق له بعض رغائبه وأمانيه. ويفاخر عبد الرحمن شوقى بجدوده فى الزمان القديم (٦):


(١) شعراء السودان ص ١٨٣.
(٢) بيض الوجوه كناية عن حسن أفعالهم. فحول: متفوقون.
(٣) النجار: الأصل. أبلج: مشرق الوجه.
(٤) قوم لقاح: لم يدينوا لملوك. بهلول: سيد كريم.
(٥) شعراء السودان ص ٢٤٣.
(٦) نفثات اليراع ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>