للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثر تخلفا، لغلبة العناصر اليمنية على من نزلها من العرب، ولأنه لم يظهر بها وال على شاكلة عبد العزيز بن مروان، يرحل إليه الشعراء ويمدحونه. وكذلك الشأن فى الأندلس المفتوحة فى عهد الوليد بن عبد الملك، فقد فتحتها قبائل يمنية، ومن ثمّ لم يزدهر الشعر بها، بل ظل ذاويا ذابلا إلى نهاية العصر.

وطبيعى أن يكون النشاط الشعرى فى اليمن خامدا، لأنها لم تجلّ فيه من قديم، ولأنه لم تضطرم بها العصبيات والثورات التى تدلع ألسنة الشعراء على نحو ما مرّ بنا فى البصرة والكوفة وخراسان، ومع ذلك فقد كان ينزلها بعض الشعراء لمديح ولاتها على شاكلة أبى دهبل الجمحى الذى اشتهر بمديحه ابن الأزرق المخزومى والى ابن الزبير (١). وحين ظهر فيها نشاط الخوارج الإباضيين لأواخر هذا العصر أخذ الشعر يجرى على بعض الألسنة. ولكن على كل حال كان الشعر هناك متخلفا، وربما كان خير شعرائها خالد الزبيدى الذى ترجم له ياقوت فى معجمه (٢).


(١) أغانى (دار الكتب) ٧/ ١٢٨.
(٢) معجم الأدباء (طبع القاهرة) ١١/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>