للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألقيت من كفّيك حبل جماعة ... وطاعة مهدىّ شديد النّقائم (١)

ويسمّى أصحاب قتيبة مشركين، يضربون فيهم بسيف سليمان الذى ضرب الله به مشركى قريش فى يوم بدر. ويعيّر جريرا بما يأخذ من هدايا قيس، ويعتذر عن حادث نبوّ السيف فى يده مما سنعرض له عما قليل. ويفتخر على صاحبه فخرا عارما بتميم وأيامها فى الجاهلية وأمجادها العريقة فى الحروب، ويهجو عشيرته برعيها الحمير، ومن ثم يسميه ابن المراغة (الأتان) فهم ليسوا فرسانا ولا أهل خيل وحروب، ويقول:

فيا عجبا حتى كليب تسبنى ... وكانت كليب مدرجا للشتائم

ودائما يصف كليب باللؤم والدناءة، ويفحش فى النّيل من نسائها ومن أم جرير خاصة، ولا يترك مذمة إلا ويلفح بها جريرا وعشيرته، وفيها يقول من نقيضة أخرى:

ولو ترمى بلؤم بنى كليب ... نجوم الليل ما وضحت لسار

ولو يرمى بلؤمهم نهار ... لدنّس لؤمهم وضح النهار

وما يغدو عزيز بنى كليب ... ليطلب حاجة إلا بجار

ووقف جرير فى الصف المقابل يردّ عليه نقيضته التى لخصناها آنفا، فمضى بعد غزلها يتحدث عن الفرزدق وفسقه الذى اشتهر به، يقول:

لقد ولدت أمّ الفرزدق فاجرا ... وجاءت بوزواز قصير القوائم (٢)

وما كان جار للفرزدق مسلم ... ليأمن قردا ليله غير نائم

أتيت حدود الله مذ أنت يافع ... وشبت فما ينهاك شيب الّلهازم (٣)

تتبّع فى الماخور كلّ مريبة ... ولست بأهل المحصنات الكرائم (٤)


(١) المهدى هنا سليمان بن عبد الملك، لقبه بالمهدى كما يلقب الشيعة أئمتهم.
(٢) الوزواز: الخفيف، كناية عن قصره.
(٣) اللهازم: أصول اللحية.
(٤) المحصنات: العفيفات.

<<  <  ج: ص:  >  >>