للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خشونة نفسه وصلابتها ومن تمرده الطاغى. ومما لا شك فيه أنه كان قوى البصيرة فى نقد الشعر وتمييز جيده من رديئه، حتى قالوا إنه كان يسطو على بعض أبيات معاصريه، حين يبهره حسنها ويفرط بها إعجابه. وهو بعامة يمتاز فى شعره بجزالة لفظه وشدة أسره. أما جرير فإنه لا يبارى فى عذوبة كلمه وحلاوة نغمه، فإذا قرأته أحسست الذوق المهذب الصافى، وقد جاءه ذلك من تأثره بالقرآن الكريم وأساليبه، وكانت نفسه لينة رقيقة لا تشوبها شوائب من تمرد، فجرت أشعاره صافية، كأنها الجدول الرقراق، أشعار تلذّ الأذن بكمال جرسها وتلذ النفوس والأفئدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>