للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغنين والمغنيات، وكان لذلك أثر واسع فى موسيقى شعره، إذ تمتاز بالنقاء والصفاء والعذوبة حتى فى مدائحه ومراثيه. وليس ذلك فحسب، فإنه من أكثر الحجازيين عناية بالأوزان المجزوءة والأخرى القصيرة، وهو من هذه الناحية يطبع شعره بطوابع الغناء التى عاصرته، إذ نجد عنده حلاوة النغم وخفة الأوزان بحيث تحمل كل ما يريد المغنون والمغنيات من أنغام وترنيمات على مثال قوله:

رقىّ بعيشكم لا تهجرينا ... ومنّينا المنى ثم امطلينا

عدينا فى غد ما شئت إنّا ... نحبّ-وإن مطلت-الواعدينا

فإما تنجزى عدتى وإما ... نعيش بما نؤمل منك حينا

وقوله:

رقيّة تيّمت قلبى ... فواكبدى من الحبّ

وقالوا اداؤه طبّ ... ألا بل حبّها طبى

وقوله:

حبّ ذاك الدّلّ والغنج ... والتى فى عينها دعج (١)

والتى إن حدثت كذبت ... والتى فى وعدها خلج (٢)

خبّرونى هل على رجل ... عاشق فى قبلة حرج

ودائما يجرى غزله على هذه الصورة من عذوبة الألفاظ ورشاقة الألحان.

وهو لا يتغزل بمن سمّين باسم رقية فحسب، إذ نراه يتغزل بكثيرات، غزلا يملؤه بالصبابة واللوعة. وخاصة حين يكون غزله صادقا لا يريد به سياسة ولا ما يشبه السياسة.


(١) الدل: الدلال. الغنج: حسن الدل والمزح. الدعج: شدة سواد العين.
(٢) الخلج: الاضطراب وعدم الثبات على حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>