للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحماة الكفاة فى الحرب إن ل‍ ... فّ ضراما وقودها بضرام

والغيوث الذين إن أمحل النّا ... س فمأوى حواضن الأيتام

غالبيّين هاشميين فى العل‍ ... م ربوا من عطية العلاّم (١)

وهم الآخذون من ثقة الأم‍ ... ر بتقواهم عرى لا انفصام (٢)

ويضيف الكميت إلى هذه الصفات صفة العدل، فهم عدول إن حكموا الناس لم يظلموهم نقيرا. وكثيرا ما يقف فى تقريره لهذه الصفة عند جور بنى أمية وظلمهم للناس، وأنهم لا يتقون الله فى رعايتهم لهم، بل يعاملونهم كأنهم أغنام، مبتدعين دائما بدعا لم يجئ بها الإسلام، يقول

لهم كلّ عام بدعة يحدثونها ... أزلّوا بها أتباعهم ثم أوحلوا

ودائما يجأر لربّه أن يكشف غمّتهم عن صدر الأمة، فقد بغوا فيها وطغوا، وساموها كل ما استطاعوا من ألوان الخسف والعذاب، وإنه ليسأل الله أن يحلّ الأسرة الهاشمية محلهم، يقول:

أجاع الله من أشبعتموه ... وأشبع من بجوركم أجيعا

بمرضىّ السياسة هاشمىّ ... يكون حيا لأمته ربيعا (٣)

ووقف الجاحظ عند أبيات مدح بها الرسول، فقال: «ومن غرائب الحمق المذهب الذى ذهب إليه الكميت فى مديح النبى صلى الله عليه وسلم حيث يقول:

إلى السّراج المنير أحمد لا ... تعدلنى رغبة ولا رهب

عنه إلى غيره ولو رفع ال‍ ... نّاس إلىّ العيون وارتقبوا

وقيل أفرطت بل فصدت ولو ... عنّفنى القائلون أو ثلبوا


(١) ربوا: نموا من التربية.
(٢) يشير إلى قوله تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اِسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا اِنْفِصامَ لَها).
(٣) الحيا: المطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>