للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيعة لابنه يزيد (١)، وعلى نحو ما كان من عمران بن عصام العنزىّ فى خطبته التى صدر فيها عن رغبة عبد الملك فى خلع عبد العزيز أخيه والبيعة لابنه الوليد (٢).

ومن ذلك الجمع بين التهنئة بالخلافة والتعزبة، وكان أول من فتح هذا الباب عبد الله بن همام السلولى الكوفى، فقد دخل على يزيد بن معاوية حين استخلف والناس مجموعون على بابه ينهيّبون القول، فقال (٣):

«يا أمير المؤمنين آجرك الله على الرّزيّة، وبارك لك فى العطية، وأعانك على الرعية، فلقد رزئت عظيما، وأعطيت جسيما، فاشكر الله على ما أعطيت، واصبر له على ما رزيت، فقد فقدت خليفة الله، ومنحت خلافة الله، ففارقت جليلا، ووهبت جزيلا». .

وبذلك انفتح باب الكلام للخطباء. وتلقانا من هذا التأبين الممزوج بالتعزية نصوص متعددة فى المناسبات المماثلة. وممن اشتهر بكثرة الوفادات عليه من خلفاء بنى أمية عبد الملك بن مروان، فكانت ترد على بابه الوفود من كل قطر، وكان الحجّاج كثيرا ما يستصحب معه طائفة من وجوه أهل العراق ويقوم خطباؤهم بين يديه. وكان سليمان ابنه يتأله فوفد عليه غير واعظ من مثل أبى حازم (٤)، ولم يكثر الوعاظ على باب كثرتهم على باب عمر بن عبد العزيز (٥)، منهم خالد بن صفوان وعبد (٦) الله بن الأهتم ومحمد (٧) بن كعب القرظى.

وكان هشام بن عبد الملك يوسع لخالد بن (٨) صفوان فى مجالسه، ولما فرّ الكميت من سجن خالد القسرى وضاقت به الأرض بما رحبت لجأ إلى ساحته متوسلا ببعض أهله، حتى إذا مثل بين يديه خطب خطبة طويلة (٩) يستنزل بها عطفه عليه، فرقّ له وعفا عنه.


(١) البيان والتبيين ١/ ٣٠٠ وعيون الأخبار ٢/ ٢١٠ والعقد الفريد ٤/ ٣٦٩ والأمالى ٢/ ٧٣، ٣/ ١٧٧.
(٢) البيان والتبيين ١/ ٤٨.
(٣) زهر الآداب ١/ ٤٩.
(٤) البيان والتبيين ٣/ ١٣٥.
(٥) زهر الآداب ١/ ٧.
(٦) البيان والتبيين ٢/ ١١٧.
(٧) نفس المصدر ٢/ ٣٤ و ٣/ ١٤٣، ١٧٠ وعيون الأخبار ٢/ ٣٤٣، ٣٧٠.
(٨) البيان والتبيين ١/ ٣٥٥ وعيون الأخبار ٢/ ٣٤١.
(٩) أغانى (ساسى) ١٥/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>