للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمنع. وكان نسر معبود حمير (١)، وانتشرت عبادته فى الشمال، ويشير اسمه فى وضوح إلى الطائر المعروف باسمه، وفى الطبرسى: «كان ودّ على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث على صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر من الطير (٢)».

ووراء هذه الأصنام التى ذكرها القرآن الكريم أصنام كثيرة كانت تتعبد لها قريش والقبائل العربية فى الجاهلية، ويقال إنه كان فى الكعبة عند فتح الرسول صلى الله عليه وسلم لمكة ثلاثمائة وستون صنما (٣)، وكان أعظمها عند القرشيين هبل: «وكان من عقيق أحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى، وجعلتها له قريش من ذهب: وكان فى جوف الكعبة قدامه سبعة قداح، مكتوب فى أحدها: «صريح» والآخر: «ملصق». فإذا شكوا فى مولود أهدوا إليه هدية، ثم ضربوا بالقداح (السهام) فإن خرج (صريح) ألحقوه بأبيه، وإن خرج (ملصق) دفعوه. وقدح على الميت، وقدح على الزواج. . وإذا اختصموا فى أمر أو أرادوا سفرا أو عملا أتوه فاستقسموا بالقداح عنده، فما خرج عملوا به وانتهوا إليه. .

وعنده ضرب عبد المطلب بالقداح على ابنه عبد الله (٤)». وباسمه كان ينادى أبو سفيان فى معركة أحد ويصيح: اعل هبل.

ومن أصنام قريش المشهورة إساف ونائلة، ويقال إنهما كانا شخصين أتيا أعمالا سيئة فمسخا حجرين، وعبدهما الناس، وكان أحدهما ملاصقا للكعبة، وثانيهما فى موضع زمزم، ويقال إن إسافا كان بإزاء الحجر الأسود وكانت نائلة بإزاء الركن اليمانى (٥). ومن أصنامهم مناف وبه سمى عبد مناف.

ومن الأصنام المشهورة رضا وتيم وشمس لتميم وذو الخلصة وهو صنم خشعم وبجيلة وأزد السراة، ويقال إنه كان مروة بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج، وكان موضعه بتبالة وله بيت يحجون إليه (٦). وذو الشّرى وكان له معبد ضخم فى


(١) الأصنام ص ٥٧ والطبرس ١٠/ ٣٦٤ ومادة نسر فى معجم البلدان واللسان وتاج العروس.
(٢) الطبرسى ١٠/ ٣٦٤.
(٣) انظر الجزء الثانى من ابن الأثير فى ذكر فتح مكة.
(٤) الأصنام ص ٢٨ والطبرسى ١٠/ ٣٦٤
(٥) الأصنام ص ٢٩ والمحبر ص ٣١٨ والطبرسى ١٠/ ٣٦٤
(٦) الأصنام ٣٤، ٤٧ والأزرقى ١/ ٢٥٦ والمحبر ص ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>