للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس ولىّ عهدنا بالأسعد ... عيسى فزحلفها إلى محمّد (١)

من عند عيسى معهدا عن معهد ... حتى تؤدّى من يد إلى يد

فناد للبيعة جمعا نحشد ... فى يومنا الحاضر هذا أو غد

ويعدّ المهدى أول خليفة فتح أبوابه على مصاريعها للشعراء، فقد مضى يجزل لهم فى العطاء ومضوا يجزلون له فى الثناء، وفيه يقول ابن الخياط، إن صح أنها له (٢):

لمست بكفى كفّه أبتغى الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفّه يعدى

فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعدانى فأتلفت ما عندى

وممن أكثروا من مديحه مروان بن أبى حفصة وسلم الخاسر وأبو دلامة وبشار وأبو العتاهية والسيد الحميرى ونصيب الأصغر والعمانى الراجز، وقد روى له ابن المعتز أرجوزة يستحثه فيها على توليته العهد من بعده ابنيه الرشيد والهادى (٣)، ومن مدّاحه الحسين بن مطير مولى بنى أسد، وكان يغلو فى مديحه غلوا شديدا حتى ليرفعه على البشر درجات من مثل قوله (٤):

لو يعبد الناس يا مهدىّ أفضلهم ... ما كان فى الناس إلا أنت معبود

أضحت يمينك من جود مصوّرة ... لا بل يمينك منها صوّر الجود

لو أن من نوره مثقال خردلة ... فى السود طرّا إذن لابيضّت السود

ونرى كثيرين من الشعراء لعهده يدافعون عن حقه وحق العباسيين فى الخلافة منكرين على العلويين حقهم فيها، فهم ورثتها الشرعيون وحصونها الحقيقيون، وفى ذلك يقول ابن المولى (٥):

وإن أمير المؤمنين ورهطه ... لأهل المعالى من لؤىّ بن غالب

أولئك أوتاد البلاد ووارثو النّ‍ ... بىّ بأمر الحقّ غير التكاذب


(١) زحلف: دحرج ودفع.
(٢) أغانى (طبعة الساسى) ١٨/ ٩٤.
(٣) طبقات الشعراء لابن المعتز (طبعة دار المعارف) ص ١١١.
(٤) أغانى (طبع دار الكتب) ١٦/ ٢٣١.
(٥) أغانى ٣/ ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>