للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وإذا تطاولت الرّءو ... س فغطّ رأسك ثم طاطه

ويروى أنه (١) قصد ابن عمه ربيعة بن قبيصة بن روح بن حاتم المهلبى واستماحه فلم يجد عنده ما قدّره فيه، فولّى عنه مغاضبا وعرف ذلك داود بن يزيد بن حاتم ابن قبيصة المهلبى، فترضاه بصلة سنية جعلته بمدحه مدحا رائعا هاجيا فى تضاعيفه قبيصة هجاء كله سموم من مثل قوله:

داود محمود وأنت مذمّم ... عجبا لذاك وأنتما من عود

ولربّ عود قد يشقّ، لمسجد ... نصف، وسائره لحشّ يهود

فالحشّ أنت له وذاك لمسجد ... كم بين موضع مسلح وسجود

داود يفتح كلّ باب مغلق ... بندى يديه وأنت قفل حديد

وكأنما كان موكلا بهجاء أبناء أعمامه، وأيضا ببناتهم، فقد روى صاحب الأغانى أن ابن عمه سعيد بن المهلب تزوح بنت سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب، وكانت قد تزوجت قبله رجلين ماتا عنها، فكتب أبو عيينة إليه، يعنّفه على اختياره لها وأنه إنما اختارها بسبب مالها، يقول:

رأيت أثاثها فطمعت فيه ... وكم نصبت لغيرك من أثاث

فصيّر أمرها بيدى أبيها ... وسرّح من حبالك بالثّلاث (٢)

وإلا فالسلام عليك منى ... سأبدا من غد لك بالمراثى

وكانت فاطمة بنت عمه عمر بن حفص المهلبى قد شغفته حبّا، وتصادف أن اقترنت بعيسى بن سليمان بن على العباسى، فكاد يجنّ جنونه ويطير صوابه، وظل يدور حولها وينظم فيها أشعاره، غير أنه كان يخشى زوجها وآله، فعمد إلى التكنية عنها بمولاة لها تسمى دنيا، وفى ذلك يقول:

وكتمت اسمها حذارا من النا ... س ومن شرهم وفى الناس شرّ


(١) نسب أبو الفرج الخبر إلى عبد الله، ولكن ابن المعتز نسب الشعر المصاحب له إلى أخيه أبى عيينة، مما يدل على أنه صاحب الخبر.
(٢) سرح: طلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>