للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقّبت باسم الماهانية وفيها يقول ابن النديم: «الكتب المجمع على جودتها عهد أردشير، كليلة ودمنة، رسالة عمارة بن حمزة الماهانية، اليتيمة لابن المقفع، رسالة الخميس لأحمد بن يوسف». ويظهر أنها كتبت لعامل كى يستشير عيسى بن ماهان فى كل ما يأخذ من الأمر ويدع، وفيها يقول له على لسان الخليفة (١):

«أمير المؤمنين لا ينكر قرب الطاعة من المعصية قرب بعض الأمور من بعض، لسرعة تقلب القلوب واختلاف الحالات عند مسيل الهوى ولا ينكر جرى المقادير بغيب ذلك عن العباد واستئثار الله بعلم ما لم يأتهم إلا بغتة. بل قد علم أمير المؤمنين أن أقواما فى قلوبهم ضغائن، دونها الغدر، يظهر أسرارهم ويخرج أضغانهم، ثم يبلغ بغضبه منهم ما لم يكن فى ذلك عنده عزيزا، ولم يكن بهم امتناع. غير أنه قد أنكر أن تعجل إلى ابن ماهان-وإن كان محلا بارزا-بأمر دون مؤامرته (مشاورته) ويكره لك العجلة فإنها موكّل بها النّدم وإنه كان يقال: أصاب متأمل أو كاد. وقالت العرب: فإما ترينّ أمرا رشدا فتبيّن ثم ارعو أو أقدم وأحكم. ولحقّ ما أمر الله عزّ وجلّ به من التّبيّن وما حذّر أن يصاب قوم بجهالة وما خوّف على ذلك من الندامة، فليس يبرح المرء بخير ما فرغ لقول الله عز وجلّ واتعظ واستيقظ».

وواضح حرص عمارة على التمثل بكلام العرب واستعارة ألفاظ القرآن ومعانيه، فقد حلّ فى آخر كلامه قوله جلّ شأنه: {(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ).}

ومن كتّاب المنصور مسعدة بن سعد بن صول أحد ملوك جرجان فيما يقال، وكان يكتب أولا لخالد بن برمك وزير المنصور ثم لواليه على فارس.

ولما اتخذ المنصور أبا أيوب الموريانى وزيرا وقلّده الدواوين أقام مسعدة على ديوان الرسائل، ويروى ياقوت فى ترجمته لابنه عمرو أن المنصور قال يوما لكتّابه: اكتبوا لى تعظيم الإسلام، فبدر مسعدة فكتب (٢):


(١) انظر الرسالة بأكلها فى جمهرة رسائل العرب لأحمد زكى صفوت ٣/ ١٢٧.
(٢) معجم الأدباء لياقوت ١٦/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>