للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ. .)} وقوله: ({وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ)} {(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ)} وقوله: ({وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا)} وقوله جل ذكره: ({فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّا يَكْسِبُونَ).} وقد توفى مطرّف سنة ١٦٤ للهجرة وكان له ابن كاتب يسمى عمر (١) تقلد ديوان المشرق للمهدى والهادى وقلّده الرشيد ديوان الأزمّة.

ومن الكتاب الذين اشتهروا بالبلاغة فى عصر المهدى، وربما لحقته هذه الشهرة فى عصر المنصور محمد (٢) بن حجر كاتب ولاة أرمينية والشام، واتخذه العباس بن محمد أخو المنصور كاتبا له، ولعله تعرف عليه فى أثناء نهوضه بقيادة الجيوش فى غزو الروم، وقد كتب عنه رسالة إلى المهدى حين جعل ابنه الرشيد ولى عهده بعد أخيه الهادى سنة ١٦٣ وفيها يوثّق البيعة لولى العهد الجديد على هذا النمط (٣):

«قد أتتنا بيعة هرون على حين ظمأ إليها وتطلّع نحوها، فتبادرتها أكفّنا، وأسرع إليها شاهدنا وغائبنا وبايعنا بيعة رضوان من الله بصحة من نيّاتنا وسلامة من صدورنا، مستبشرين ببيعتنا راغبين فيما صفقت (٤) عليه أيماننا، عارفين بأنها مفتتح نعمة ومقدمة فضيلة ودرجة فى الخير رفيعة مقدمين للسرور بها نصح الجيوب (٥) باذلين للرجاء فيها ثمار القلوب».

ونمضى إلى عصر الرشيد، ويلقانا يحيى (٦) البرمكى، أحد من جمع جمعا رائعا بين ثقافة العرب وثقافة الفرس، وكان قلده المهدى الكتابة لابنه، منذ جعله ولىّ عهده، والقيام على نفقاته وتدبير أمر الجيوش التى كان يقودها الرشيد ضد الروم. وحسن أثره عنده إلى أقصى غاية حتى إذا ولى الخلافة قلده أمور الرعية وسلمه خاتم الخلافة يأمر وينهى كما يشاء ويستعمل على الولايات والأعمال


(١) انظر ترجمته فى ياقوت ١٦/ ٧١ والفهرست ص ١٨٤.
(٢) انظر ترجمته فى الفهرست ص ١٧٢.
(٣) جمهرة رسائل العرب ٣/ ١٦٩.
(٤) صفق يده بالبيعة: ضرب يدا بيد دلالة على التزامها.
(٥) ناصح الجيب: ناصح القلب والصدر.
(٦) انظر فى ترجمة يحيى كتب التاريخ فى خلافة الرشيد من مثل الطبرى وابن الأثير واليعقوبى وراجع الفخرى والجهشيارى ص ١٥٠، ١٦٨ وفى أيام الرشيد، وراجع فى بلاغته وبلاغة أبنائه العقد الفريد ٥/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>