وكتاب المخزومى والهذلية وغير ذلك من الكتب». وذكر ابن النديم من كتبه أيضا «كتاب النّمر والثعلب، وكتاب الوامق والعذراء، وكتاب ندود وودود ولدود وكتاب الضربين وكتاب الغزالين وكتاب أدب أسل بن أسل وكتاب إلى عيسى ابن أبان فى القضاء وكتاب تدبير الملك والسياسة». وذكر ابن نباتة كتابا له فى سيرة المأمون.
ويظهر أنه عنى فى كثير من كتبه بالقصص على ألسنة الحيوان، مشاكلة لكتاب كليلة ودمنة، وكان من أهم ما وضعه فى ذلك كتاباه:«ثعلة وعفراء» و «النمر والثعلب» وقد أشاد المسعودى بأولهما وقال إنه يزيد على كليلة ودمنة بحسن نظمه. وقد اتخذ من الحيوان وسيلة للعظة والتربية الاجتماعية والسياسية بما يفصّل من الكلام وضرب الحكم والأمثال بالضبط كما صنع واضع كليلة ودمنة، ولم يبق لنا من كتاب ثعلة وعفراء سوى هذه النصيحة:
«اجعلوا أداء ما يجب عليكم من الحقوق مقدّما قبل الذى تجودون به من تفضلكم، فإن تقديم النافلة مع الإبطاء عن الفريضة مظاهر على وهن العقيدة وتقصير الرويّة، ومضر بالتدبير ومخلّ بالاختيار، وليس فى نفع تحمد به عوض من فساد المروءة ولزوم النقيصة».
ويقول الحصرى بعد ذكره لهذه النصيحة: إن هذا الكتاب مملوء حكما وعلما.
وعثر السيد عبد القادر المهيرى حديثا على كتاب النمر والثعلب، ونشر مقتطفات منه مع مقدمة فى العدد الأول من حولية الجامعة التونسية، والكتاب، أو بعبارة أدق القصة تدور على ثلاث شخصيات هى الثعلب الحكيم والذئب الجحود والنمر الطاغى، وتتسلسل القصة تسلسلا دقيقا، فالثعلب كان يعيش مع زوجه فى واد غبر عليه زمان فيه وهو حسن الحال رخى البال، ومر به ثعلب آخر، فأنكر موضع جحره من الوادى ونصحه أن يتحول عنه، مخافة أن يهجم عليه السيل، واستشار زوجه، فأبت عليه التحول، ولم يلبث أن جاء طوفان من السّيل حمله وحده إلى جزيرة لم يسمع بها حسيسا، ولم ير أنيسا، فبات ليلته طاويا حتى أصبح، وبينما يتلفت من حوله إذا ذئب يمرّ به، فتعارفا، وسرعان ما عرف منه أن الجزيرة تمتلئ بالظباء وبقر الوحش غير أنه لا يستطيع أن يصيدها ولا أن