بإرسال أنبيائه وتعاقبهم بالنور الساطع والبرهان القاطع مبشرين ومنذرين حتى ختمهم بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويصور جهاده فى سبيل دعوته ورسالته حتى أعزّ الله كلمته واستقام دينه ودخل الناس فيه أفواجا. ويتحدث عن حق العباسيين فى الخلافة، إذ ورثوها بحكم قرابتهم للرسول صلوات الله عليه، وكانوا أحق بميراثها من جميع آله، وبذلك يخوض فى تأييد الدعوة العباسية. وينتقل من ذلك إلى تأييد الدعوة للمأمون بادئا بتقرير موقفه من الأمين ومسترسلا فيما ينبغى على شيعته الخراسانيين من مواصلتهم نصرته. ويفيض فى وعظهم وما ينبغى عليهم من مجاهدة أعدائهم وأهوائهم ومن الشكر للمأمون الذى يحوطهم برعايته لما فيه خيرهم ورشدهم والذى ينتوى جزاءهم بالحسنى وحملهم على الطريقة المثلى.
وطلب إليه الحسن بن سهل حين ولاه المأمون وزارته بعد قتل أخيه الفضل سنة ٢٠٢ للهجرة أن يكتب رسالة يشكر المأمون فيها على صنعه جبرا لمصابه، فكتب رسالة ضافية (١)، استهلها بتحميد الله وذكر آلائه واصطفائه محمدا لرسالته بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وتقفيته على آثار الأئمة الراشدين بالمأمون أمير المؤمنين. وأخذ يطنب فى الثناء على عدله وما منح الرعية من عطفه، وأشاد باختياره عليّا الرضا لولاية عهده ومؤازرة الفضل بن سهل له فى رعاية رعيته والقيام بدعوته وقمع أعدائه، حتى حمّ أجله شهيدا فقيدا من إمامه ومن الخاصة والعامة. ويتجه إلى شيعته وشيعة الحسن بن سهل بتصوير حرمة الفضل عند المأمون بعد موته وإكثاره من الترحم عليه. ويشكره بلسان الحسن بن سهل على ما منحه من الوزارة وسنىّ الرتبة. ويعود إلى بيان ما خصّ به الفضل فى حياته من المنزلة الرفيعة ومن رياسة الحرب ورياسة التدبير وتقليده سيفه وخاتمه وما خصّه فى وفاته من إكرام ومن حزن ممض وعبرات سائلة ومن حفظ لأصحابه وإقرار خاصّته وقوّاده وعمّاله وكتّابه على مراتبهم وما أولى الحسن أخاه من وزارته وعطفه.
ويفيض فى التنويه بالمأمون وقضائه على خصومه شرقا وغربا ورحمته بفقراء المسلمين وضعفائهم وما اقترن له من الملك والدين والقدرة والعفو، ويشكره عن الإسلام ونصرته له وعن المساجد وتأسيسها على التقوى وتلاوة القرآن وعن الرسول صلى الله