للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر أنه كان عند المستعين فص ياقوت أحمر اشتراه الرشيد بأربعين ألف دينار (١)، ويروى أن المقتدر طلب الصناديق وأوعيتها المحفوظة بالخزائن، فاختار منها مائة حبة، ونظمها سبحة يسبح بها وعرضت على تجار الجواهر فقوّموا كل حبة منها بمائة ألف دينار أو تزيد (٢).

وكان النساء حرائر وجوارى يبالغن فى أناقتهن وزينتهن، فكن يلبسن ثياب السندس والإستبرق والوشى النفيس من كل لون وكن يتجلين بالجواهر من كل صنف: من الذهب والفضة والزمرد والياقوت واللؤلؤ، وكنّ يتخذن منها تيجانا وعقودا وأقراطا وخلاخيل، وكنّ يضعنها بصور مختلفة على عصائبهن ومراوحهن.

ويروى أنه كان لدى قبيحة زوجة المتوكل وأم المعتز ثلاثة أسفاط: سفط مملوء زمردا، وسفط مملوء ياقوتا وسفط مملوء درّا كبيرا، وقوّمت الأسفاط فبلغت قيمتها مليونين من الدنانير. وكان النساء يتخذن أمشاطا من الصدف والصندل (٣).

وكن يتفنن فى أوضاع شعورهن على رءوسهن وجباههن، وقد يلوينها على أصداغهن فى هيئة حرف النون أو على هيئة العقرب، وفى ذلك يقول ابن المعتز (٤):

لوى صدغه كالنون من تحت طرة ... ممسّكة تزهى بعاج جبين

ويقول أيضا (٥):

ريم يتيه بحسن صورته ... عبث الفتور بلحظ مقلته

وكأن عقرب صدغه وقفت ... لما دنت من نار وجنته

وكن يتعطرن بطيب المسك كما أشار إلى ذلك ابن المعتز فى البيت الأول وبطيب الغالية والزعفران والعنبر. ويقال إن عريب المغنية المتوفاة سنة ٢٧٧ عن سنّ عالية كانت تغسل شعرها من أسبوع إلى أسبوع وتغلفه فى كل غسلة بستين مثقالا من المسك والعنبر (٦). ويقول الجاحظ إن المرأة من الطبقة الوسطى حين كانت تهئ ابنتها للزواج كانت تحليها بالذهب والفضة وتكسوها الثياب الحريرية وتغمرها


(١) مروج الذهب ٤/ ٨٣.
(٢) طبرى ٩/ ٣٩٥.
(٣) نساء الخلفاء لابن السامى (طبع دار المعارف) ص ١٠٦.
(٤) ديوان ابن المعتز (نشر دار صادر ببيروت) ص ٤٤٠.
(٥) الديوان ص ١٠٠.
(٦) أغانى (طبعة الثانى) ١٨/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>