للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلاقات القبائل بعضها ببعض وبملوك الحيرة والغساسنة، وانطبعت فى كثير منها البيئة الجغرافية. وقد جاء فيها كثير من الكلمات المندثرة التى لم ترد فى المعاجم اللغوية (١) على كثرة ما أثبتت من الألفاظ المهجورة، مما يرفع الثقة بها ويؤكدها.

والمجموعة الثالثة من كتب المنتخبات العامة الأصمعيات نسبة إلى الأصمعى راويها، وقد نشرها ألوارد (Ahlwardt) عن نسخة سقيمة فى برلين سنة ١٩٠٢ وأعاد نشرها عبد السلام هرون وأحمد شاكر عن نسخة للشنقيطى نقلها عن أصل قديم وهى نشرة علمية جيدة، وقد بلغ عدد قصائدها ومقطوعاتها اثنتين وتسعين، وهى موزعة على ٧١ شاعرا منهم نحو ٤٠ جاهليّا على رأسهم امرؤ القيس والحارث ابن عباد ودريد بن الصّمّة وأبو دواد الإيادى وذو الإصبع العدوانى وسلامة بن جندل وطرفة وعروة بن الورد وقيس بن الخطيم، وبينهم يهوديان هما سعية بن الغريض والسموأل. وهذه المجموعة كسابقتها فى الثقة بها وعلو درجتها، وقد جاء فيها أيضا كثير من الكلمات المهجورة التى لم تثبتها المعاجم (٢)، غير أنها لم تلعب الدور الذى لعبته المفضليات فلم يتعلق بها الشرّاح، ولعل ذلك يرجع إلى قلة غريبها بالقياس إلى المفضليات، وأيضا فإن الأصمعى لم يرو كثيرا من القصائد كاملة، بل اكتفى بمختارات منها.

والمجموعة الرابعة جمهرة أشعار العرب لأبى زيد محمد بن أبى الخطاب القرشى، ولا نجد اسمه بين الرواة المشهورين، غير أنه يتضح من مقدمته لكتابه وما نقله عن الرواة أن بينه وبين رواة القرن الثانى جيلين أو ثلاثة، فالوسائط بينه وبينهم فى السند غير بعيدة، ولذلك نظن أنه كان يعيش فى أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع، وقد ذكره ابن رشيق المتوفى سنة ٤٦٣ للهجرة فى كتابه العمدة (٣) كما ذكره السيوطى فى المزهر (٤) والبغدادى فى الخزانة (٥). والجمهرة تضم تسعا وأربعين قصيدة طويلة موزعة على سبعة أقسام فى كل قسم سبع قصائد، والقسم الأول خاص بالمعلقات، وقد أخذ فيها برواية الضبى، فأسقط منها معلقتى الحارث وعنترة ووضع مكانهما معلقتى الأعشى والنابغة. ويلى هذا القسم المجمهرات وهى


(١) انظر الفهرس الثالث الملحق بالمفضليات (طبع دار المعارف).
(٢) انظر الفهرس الثالث الملحق بالأصمعيات.
(٣) العمدة ١/ ٦٠.
(٤) المزهر ٢/ ٤٨٠.
(٥) الخزانة ١/ ١٠، ٦١، ٢/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>