للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله فى أخرى وسراه عليها طوال الليل، كأنها هائمة تطلب شيئا ضالا منها (١):

فكأن أيديهنّ دائبة ... يفحصن ليلتهن عن صبح

وله فى الخيل أشعار مختلفة، وطبيعى أن يعنى بها، إذ كان شغوفا بالصيد، حتى ليحتل الطّرد جزءا كبيرا من ديوانه وأشعاره، ومن طريف ما نعته بها قوله فى مقدمة إحدى طردياته يصف فرسا له (٢):

قد أغتدى والصبح كالمشيب ... فى أفق مثل مداك الطيب (٣)

بقارح مسوّم يعبوب ... ذى أذن كخوصة العسيب (٤)

أو آسة أوفت على قضيب ... يسبق شأو النظر الرحيب (٥)

أسرع من ماء إلى تصويب ... ومن رجوع لحظة المريب

وينتقل من وصف الفرس إلى وصف الصقر أداته فى تلك الرحلة للصيد، ويصف مهارته فى تعقب طرائده من الطير وانقضاضه عليها بمنسره ومخالبه، يخزها ويطعنها مسيلا لدمائها مزهقا لأرواحها، يقول:

وأجدل أحكم بالتأديب ... سوط عذاب واقع مجلوب (٦)

يهوى هوىّ الماء فى القليب ... ما طار إلا لدم مصبوب (٧)

وعلى نحو ما يصور الصقور الجارحة فى طرده وصيدها للطير يصور البزاة بأبصارها الثاقبة ومناسرها الحادة المرهفة كالأسنة المشرعة، ومن طريف ماله فى تصوير عين باز قوله (٨):

ومقلة تصدقه إذا رمق ... كأنها نرجسة بلا ورق


(١) الديوان ص ١٤٠.
(٢) الديوان ص ٨٦ وزهر الآداب ٢/ ٢٣ وأشعار أولاد الخلفاء ٢٠٩.
(٣) المداك: الحجر الذى يسحق عليه الطيب.
(٤) قارح: مكتمل الخلق. مسوم: معلم حسن الخلق. يعبوب. سريع الجرى.
(٥) أوفت: أشرفت.
(٦) أجدل: صقر.
(٧) القليب: البئر.
(٨) أشعار أولاد الخلفاء ص ٢١٨ وديوان المعانى ٢/ ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>