للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقدمهم، وهو فى رثائه لها يصور شعورا عميقا بالحزن، وقد استهله بقوله: (١)

قد صوّحت روضتى المونقه ... وانتزعت دوحتى المورقه

ومضى يصور مرضها قبل موتها وكيف كان يئن لها أنينا متصلا. وله مرثية طريفة لثوب أبلاه الدهر.

وهزّته بل أثّرت فى نفسه تأثيرا عميقا فاجعة الحرم المكى الكبرى لسنة ٣١٧ حين هجم القرامطة على الحجاج، وهم يهلون ويلبسّون يوم التّروية فأعملوا فيهم السيوف فى طرق مكة وفى البيت الحرام وهم متعلقون بأستاره، حتى ليقال إنهم قتلوا منهم نحو عشرة آلاف، ونرى الصنوبرى يبكيهم بكاء حارّا، هاتفا (٢):

دموعهم تجرى خشوعا وخشية ... وأرواحهم تجرى على البيض والسّمر

وما غسلوا بالماء بل بدمائهم ... وما حنّطوا إلا من التّرب لا العطر

ومضى يصف القرامطة بالكفر وأنهم لا يعرفون صلاة ولا سجودا ولا طهرا ولا وضوءا ولا صوما ولا حجّا ولا شيئا من فرائض الإسلام.

وله قصائد عدة فى الفخر، وهو كثيرا ما يفخر فيها بقبائل قيس والقبائل المضرية عامة وبضبة قبيلته، وأيضا كثيرا ما يفخر فيها بالمصطفى وآله. ونراه فى قافية له يضيف إليه أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وخلفاء بنى العباس، إذ يقول فى عدّ قومه لمناقبهم ومفاخرهم (٣):

عدّوا النبىّ الهاشمىّ ورهطه ... ووزيره الصدّيق والفاروقا

ولهم خلائف من بنى العباس قد ... أعيوا جميع العالمين لحوقا

وفى ذلك ما يدل بوضوح على أنه لم يكن غاليا فى تشيعه، إذ يرتضى خلافة الصديق والفاروق وخلفاء العباسيين، بل يمجّدها ويشيد بها فى قوة. وله أهاج كثيرة يملؤها بالفحش، ومن أطرفها هجاؤه لزوج ابنته ليلى التى رثاها طويلا، و؟ ؟ ؟


(١) الديوان ص ٤٤٢
(٢) الديوان ص ٩٧
(٣) الديوان ص ٤٠٤

<<  <  ج: ص:  >  >>