للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتشبيب. ثم أخذ فى وصف متنزهاتها وقراها ونهرها قويق وبركها، ثم وصف المدينة نفسها وجامعها وفيه يقول (١):

حبذا جامعها الجا ... مع للنفس تقاها

ومراقى منبر أع‍ ... ظم شئ مرتقاها

وذرى مئذنة طا ... لت ذرى النّجم ذراها

قبة أبدع باني‍ ... ها بناء إذ بناها

لو رآها مبتنى قبّ‍ ... ة كسرى ما بناها

وتحدث عن حلقاتها الأدبية والعلمية. ووصف الطبيعة حولها وأشجارها وأزهارها وصفا رائعا، وتحدث مرارا عن نهر قويق مصرحا بضحولة مياهه وأنه ليس فيه شئ من سفن الفرات ولا من تماسيح النيل وإنما فيه فقط نقيق الضفادع. وكان طبيعيّا أن يصف الفستق أعظم نقل تشتهر به حلب وفيه يقول (٢):

زبرجدة ملفوفة فى حريرة ... مضمّنة درّا مغشّى بياقوت

وكانت لديه قدرة على ملاحظة دقائق الأشياء. ولذلك كان يحسن وصف أى شئ وصفا دقيقا. ومما اشتهر به وعرف له وصفه لديك الصباح الذى ينبهه وينبه الرّفاق معه لخمر الصباح التى تسمى بالصّبوح، وكان الشعراء قبله يلمّون به أحيانا. أما هو فخصّه بمقطوعة طريفة وفيها يقول (٣):

مغرّد الليل ما يألوك تغريدا ... ملّ الكرى فهو يدعو الصّبح مجهودا (٤)

لما تطرّب هزّ العطف من طرب ... ومدّ للصوت-لما مدّه-الجيدا

كلابس مطرفا مرخ جوانبه ... تضاحك البيض من أطرافه السودا (٥)

ران بفصّى عقيق يدركان له ... من حدّة فيهما ما ليس محدودا

حالى المقلّد لو قيست قلادته ... بالورد قصّر عنها الورد توريدا


(١) الديوان ص ٥٠٦.
(٢) الديوان ص ٤٦٤.
(٣) الديوان ص ٤٧٣.
(٤) الكرى: النوم.
(٥) المطرف: ثوب من حرير مخطط.

<<  <  ج: ص:  >  >>