للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وتسمّى لهم باسم أبى عبد الله على بن محمد، وقيل بل تسمى باسم محمد، وتكهّن لهم مدعيا أنه يوحى إليه، وكشف لهم عن عضد له ناقصة وزعم أنها آيته أو معجزته، كما زعم أن ناقته التى يركبها مأمورة وأنهم إذا ساروا وراءها فى لقاء أى عدو جاءهم نصر الله والفتح المبين. ومضى بجموعه فى سنة ٢٩٠ يهاجم المدن السورية ويعيث فى الأرض فسادا. وكانت الشام حينئذ تتبع الدولة الطولونية، ولقيه أحد قوادها فتغلب عليه ومضى إلى الرقة يقتل ويسفك الدماء، ودحر جيشا للعباسيين، وعاد يحاصر دمشق، غير أنه قتل على أبوابها. وكان شاعرا، ترجم له المرزبانى فى معجمه (١). ونراه فى بعض أشعاره على شاكلة صاحب الزنج ينسب نفسه إلى الفواطم من بنى هاشم، يقول:

أنا ابن الفواطم من هاشم ... وخير سلالة ذا العالم

وطئت الشام برغم الأنام ... كوطء الحمام بنى آدم

وهى نسبة كاذبة. ومن المؤكد أنه لم يكن يقصد بثورته نصرة العلويين ولا كان فيها متشيعا لهم، إنما كان متشيعا لنفسه يريد أن يصل إلى الملك والسلطان، ولذلك فصلناه مثل صاحب الزنج-على نحو ما مرّ بنا-عن العلويين وثوراتهم ودعواتهم السياسية، وله أبيات يذكر فيها النجوم والكواكب: المريخ والعيّوق وسعد الذابحين ملوّحا للعامة التى تتبعه بأن علم التنجيم قد كشف له عن نصر عظيم يلقاه فى الموصل ومدينة الرحبة؟ ؟ ؟ التى بناها طوق بن مالك ومدينة الرافقة، بل إنه سيدمر بغداد تدميرا وينهب كل ما فى قصورها من أموال يقول:

تقاربت النجوم وحان أمر ... قران قد دنا منه النذير

فمرّيخ الذبائح مستهلّ ... قوىّ ما لوقدته فتور

عيّوق الحروب له احمرار ... وسعد الذابحين له بدور

فبشّر رحبتى طوق بيوم ... من الأيام ليس له نظير

ورافقة الضلالة ليس يغنى ... إذا ما جئتها باب وسور


(١) معجم الشعراء للمرزبانى ص ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>