للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونقوشه من ساقه إلى مفرقه وعلى رأسه، وكأنما حلاّه بتاج كتاج الملوك المتألق بحليه وزينته، ويذكر مخالبه الحادة حدة الإبر، وعينه المضيئة ضياء السراج فى الليالى الداجية. وينظم فى الصقر غير طردية، وفى إحداها يقول:

سباه من كان به خليقا ... فرخا صغيرا ما أقلّ موقا

زيّنه برأيه شفيقا ... كما يصون العاشق المعشوقا

حتى انتهى وحمل الحقوقا ... ونفع الصاحب والصديقا

وهو يصوّر تدريب صاحبه له، وكيف أنه ربّاه صغيرا وما زال يرعاه محبّا له حب العاشق لمعشوقه، وما زال يثقفه ويدرّ به على الصيد، حتى مهر فيه، وحتى أصبح يجلب من الإوزّ وغيره ما ينفع به أصدقاء صاحبه وأحبّاءه. ومن قوله فى وصف شاهين:

يظلّ من جناحه المزين ... فى قرطق من خزّه الثّمين (١)

يشبه فى طرازه المصون ... برد أنوشروان أو شيرين

ذو منسر محدّد مسنون ... واف كشطر الحاجب المقرون

منعطف مثل انعطاف النون

هو يتحدث عن جمال هذا الشاهين وتلاوين ريشه التى تجعله يلبس قرطقا أو قباء مفوفا من الحرير كأنه ثوب أنوشروان أو ثوب شيرين زوج كسرى أبرويز، وإن منسره أو مخلبه المنحنى كحرف الراء ليشبه شطر حاجب مقرون أو كأنه انعطاف حرف النون. وله طردية طريفة فى وصف صيد الطير بالجلاهق أو البندق، تحدّث فيها عن صيد الكراكى، وهى طير طويل المنقار والرجلين، مفرده كركىّ، ويسمّى الغرنيق وجمعه غرانق، ويطرد وصفه عند الناشئ على هذا النمط:

ومورد يجذل قلب الوامق ... منظّم بالغرّ والغرانق (٢)


(١) القرطق: قباء ذو طابق واحد. الغر: طير الغرانق: الكراكى.
(٢) يجذل: يسر. الوامق: مديم النظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>