للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للظبية، يقول علباء بن أرقم (١):

فيوما توافينا بوجه مقسّم ... كأن ظبية تعطو إلى ناضر السّلم

وثالث يشبه جيدها بجيد الظبية فى استوائه وطوله وجماله، يقول الحادرة (٢):

وتصدّفت حتى استبتك بواضح ... صلت كمنتصب الغزال الأتلع

ورابع يجعل وجه الشبه حور العين، وخامس يجعله فى التنفس كقول المنخّل اليشكرى:

ولثمتها فتنفّست ... كتنفس الظبى البهير

وما يزال كل شاعر يضيف تفصيلا جديدا. وخذ مثلا تصويرهم للرجال بالكواكب والنجوم، يقول عامر المحاربى (٣):

وكنا نجوما كلما انقضّ كوكب ... بدا زاهر منهنّ ليس بأقتما

ويقول طفيل الغنوى فى مديح قوم (٤):

نجوم ظلام كلما غاب كوكب ... بدا ساطعا فى حندس الليل كوكب

ويقول لقيط بن زرارة وقد أضاف إلى هذا المعنى زيادة بديعة (٥):

وإنى من القوم الذين عرفتم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه

نجوم سماء كلما غار كوكب ... بدا كوكب تأوى إليه كواكبه

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظّم الجزع ثاقبه (٦)

وألمّ النابغة بهذه الصورة فنقلها نقلة جديدة، إذ قال فى النعمان بن المنذر مقارنا بينه وبين الغساسنة (٧):


(١) الأصمعيات ص ١٧٨ ومقسم: ممن القسام وهو الجمال، وأن فى كأن زائدة، تعطو: تتناول، والسلم: من أشجار البادية.
(٢) المفضليات ص ٤٤ وتصدفت: أعرضت. بواضح: يريد بعنق ناصع جميل، وصلت: مشرق، الأتلع: طويل العنق.
(٣) المفضليات ص ٣٢١ الأقم: من القتام وهو الغبار.
(٤) الحيوان ٣/ ٩٤.
(٥) الحيوان ٣/ ٩٣.
(٦) الجزع: خرز فيه سواد وبياض
(٧) الحيوان ٣/ ٩٥ ومختار الشعر الجاهلى ص ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>