الفصاحة والبلاغة وأن الطرف الأعلى للأخيرة هو الإعجاز. ويخرج إلى بيان مواقع الغلط فى اللفظ المفرد والمركب سواء من التصريف وفساده أو من النحو والغلط فيه. ويترك الفن الأول وهو المقدمات إلى الفن الثانى فى الكتاب، وهو المقاصد، ويعود إلى الحديث عن الدلالات الوضعية والعقلية أو الالتزامية، ويعرض أبواب البيان مبتدئا بالمجاز وأنواعه من الاستعارة والكناية والتمثيل، ويفصل القول فى الاستعارة وتعريفاتها عند الرمانى والفخر الرازى وابن الأثير، ويدخل فيها التشبيه البليغ ويمثل لها بشواهد كثيرة من القرآن الكريم والحديث ونصوص النثر والشعر، ويتحدث عن أقسامها على هدى الرازى وبدر الدين بن مالك، ويجعلها عدة أقسام باعتبارات مختلفة، أما باعتبار ذاتها فتنقسم إلى حقيقية وخيالية، وباعتبار لازمتها تنقسم إلى مجردة ومرشحة، وباعتبار حكمها تنقسم إلى حسنة وقبيحة، وباعتبار استخدامها تنقسم إلى استعارة محسوس لمحسوس أو معقول لمعقول.
ويخرج إلى التشبيه، ويذكر أن ابن الأثير أدخله فى المجاز، ويفصل القول فيه، متأثرا بالرازى وابن الأثير وبدر الدين بن مالك، ويجعله أقساما: قسما يشترك فيه المشبه والمشبه به فى الأوصاف المحسوسة، وقسما يشترك فيه المشبه والمشبه به فى الأوصاف التابعة للمحسوسات كالشكل والاستدارة والقوام والليونة والصلابة، وقسما يشترك فيه المشبه والمشبه به فى الأوصاف العقلية. ويؤكد أن مدار الجمال فى التشبيه والاستعارة على الإتيان بالخيال الغريب غير المألوف. ويعود إلى تقسيمات أخرى فى التشبيه باعتبارات مختلفة، إذ ينقسم باعتبار ذاته إلى أربعة أقسام: مفرد بمركب ومركب بمفرد ومفرد بمفرد ومركب بمركب، وينقسم باعتبار حكمه إلى قبيح وحسن وباعتبار صورته إلى ما يسميه طردا وعكسا وباعتبار أداته إلى مظهر ومضمر. ويعرض الكناية وتعريفات عبد القاهر وابن الأثير وبدر الدين بن مالك وبعض الأصوليين لها، ويقف مع ابن الأثير فى عدّها ضربا من المجاز قائلا إنها «اللفظ الدال على معنيين مختلفين: حقيقة ومجاز من غير واسطة لا على جهة التصريح» ويتحدث عن أقسامها وعن التعريض والتمثيل. وينتقل إلى الكلام عن علم المعانى، مازجا فيه بين مباحث الرازى وابن الأثير وبدر الدين بن مالك وابن الزملكانى، وقد ذكر فيه-على هدى الأخير-المعرفة والنكرة والأحرف الجارة وبعض صيغ الأفعال والأسماء والنفى، وأيضا ذكر على هداه وهدى ابن الأثير صور الالتفات. وتحدث عن الفصل والوصل والحذف والإيجاز وعنده أن الإيجاز قسمان: قسم بالقصر وقسم بالتقرير يريد به المساواة.
وعرض المبادئ والافتتاحات والتخلص وصورا من المبالغة، وهو فى كل ذلك يستلهم