للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذى الحجة سنة إحدى وسبعين، وهو على باب حلب، ثم يتلوه بابن الريحانى (١) على بن الحسن المكى الذى وفد على صلاح الدين فى سنة سبعين، ويذكر له قطعة فى مدح أمير المدينة قاسم الحسينى، وفيه يقول:

سما بكرام من ذؤابة هاشم ... غطاريف صيد ماجدين جحاجح

ويلقانا بعد ذلك فى مكة القائد سالم بن أبى سليمان، وهو مغربىّ الأصل، وينشد له العماد قصيدة فى المديح لعيسى بن فليتة أمير مكة، تزخر بالعقيدة الزيدية، وسنعرض لها فى موضع آخر، حين نتحدث فى الفصل التالى عن شعر العقيدة الزيدية. ويتنقل العماد من شعراء الحجاز إلى شعراء اليمن، ويترجم لأكثر من أربعين شاعرا منهم، وهم يصورون ما بثّت دويلات اليمن من نهضة شعرية فى بلدانها، وكان كثير من أمراء هذه الدويلات شاعرا، وترجم العماد لأربعة منهم، هم على بن محمد الصليحى مؤسس الدولة الصليحية، وجياش أمير آل نجاح حكام زبيد وحاتم بن أحمد الهمدانى أمير صنعاء والمهدى بن على بن مهدى أمير زبيد الذى قضى على دولة آل نجاح. ومر بنا حديث عن الصليحى عند الباخرزى، وكان جياش شاعرا مجيدا، ويروى أن ابن القمّ شاعر اليمن فى عصره أرسل إليه عاتبا (٢).

يأيها الملك الذى خرّت له ... غلب الملوك نواكس الأذقان

أترى الذى وسع الخلائق كلّها ... يابن النصير يضيق عن إنسان

فأجابه جياش:

لا، والذى أرسى الجبال قواعدا ... ذى القوّة الباقى، وكلّ فان

ما إن يضيق برحبنا لك منزل ... ولو انّه فى باطن الأجفان

ويشيد الشعراء طويلا بما كان يصلهم من عطايا الأمراء وأضرابهم من مثل أمراء بنى زريع والأمراء الزيديين وأئمتهم. وممن ترجم له العماد من شعراء الصّليحيين ابن القمّ وعمارة اليمنى وسنخص كلا منهما بكلمة فى حديثنا عن شعراء الإسماعيلية. وبالمثل ترجم لشاعر إسماعيلى ثالث من شعراء الصيليحيين هو عمرو بن يحيى الهيثمى شاعر الداعى على بن محمد الصليحى. ومعروف أن آل زريع حكام عدن خلفوا الصليحيين حين انتهت دولتهم بموت الملكة الحرة أروى سنة ٥٣٢ وصارت إليهم حصونهم ومعاقلهم وأموالهم، كما صاروا هم القائمين على الدعوة الفاطمية الإسماعيلية، ويترجم العماد لشاعرهم أبى بكر العيذىّ وسنخصه بكلمة بين شعراء المديح. وشعراء زبيد ودولة آل نجاح كثيرون، وعلى رأسهم جياش كما


(١) انظره فى الخريدة (قسم الشام) ٣/ ٣٢ والعقد الثمين ٦/ ١٤٩.
(٢) الخريدة (قسم الشام) ٣/ ٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>