-فسمّوا عبيد العصا-وأباح أموالهم، وطردهم من منازلهم فى جنوبى وادى الرّمّة إلى تهامة، وحبس سيدهم عمرو بن مسعود الأسدى، وشاعرهم عبيد بن الأبرص وقد استعطفه بقصيدة يقول له فيها:
أنت المليك عليهم ... وهم العبيد إلى القيامه
فأثر ذلك فى نفس حجر، وعفا عنهم، ولكنهم أضمروا له الانتقام، وأصابوا منه غرّة، فقتلوه فى قبّته، ونهبوا ما كان معه من أموال.
والرواية الثانية رواها أبو الفرج عن أبى عمرو الشيبانى (المتوفى سنة ٢١٣ هـ) وهى تزعم أن حجرا خاف على نفسه من بنى أسد، فاستجار بعوير بن شجنة التميمى لبنته هند وأهله، ثم مال على بعض بنى سعد بن ثعلبة فأدركه علباء بن الحارث الأسدى، وغافله، وقتله.
والرواية الثالثة رواها أبو الفرج عن الهيثم بن عدى (المتوفى سنة ٢٠٦) وهى تذكر أن حجرا لما استجار عوير بن شجنة لبنيه وأهله تحول عن بنى أسد فأقام فى عشيرته كندة مدة، وجمع لبنى أسد منهم جمعا عظيما، وأقبل مدلاّ بمن معه من الجنود، فتآمرت بنو أسد بينها، وقالوا: والله لئن قهركم هذا ليحكمن عليكم حكم الصبى! وما خير عيش يكون بعد قهر وأنتم بحمد الله أشدّ العرب فموتوا كراما.
فساروا إلى حجر وقد ارتحل نحوهم فلقوه، فاقتتلوا قتالا عنيفا، وكان صاحب أمرهم علباء بن الحارث فحمل على حجر فطعنه، فقتله، وانهزمت كندة وفيهم يومئذ امرؤ القيس بن حجر، فهرب على فرس له شقراء، وأعجزهم. وقد قتلوا من أهل بيته طائفة وأسروا أخرى وملأوا أيديهم من الغنائم، وأخذوا جوارى حجر ونساءه وكل ما كان معه من أموال، واقتسموا ذلك جميعه.
أما الرواية الرابعة فرواها أبو الفرج عن ابن السّكّيت (المتوفى سنة ٢٤٤) وهى تزعم أن حجرا أقبل بعد موت أبيه راجعا إلى بنى أسد، وكان قد أساء ولايتهم.
وتشاورت بنو أسد فيه، وأجمع أمرهم على إعلان الحرب عليه، وخرج إليه بعض شجعانهم، فقتلوا من كان يقدم ركبه من غلمانه وسبوا جواريه. وعلم حجر بذلك فقاتلهم غير أنهم هزموه وأسروه، ووثب منهم فتى كان له عنده ثأر، فقتله.