للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى رأيهم إلا المعصومين (١).

ويؤمن الإمامية الاثنا عشرية بأن الأئمة اثنا عشر، ولذلك يسمون الاثنى عشرية، وهم-على الترتيب-على بن أبى طالب، فابنه الحسن، فأخوه الحسين، فابنه على زين العابدين، فابنه محمد الباقر، فابنه جعفر الصادق، فابنه موسى الكاظم، فابنه على الرضا، فابنه محمد الجواد، فابنه على الهادى، فابنه الحسن العسكرى، فابنه محمد المهدى المولود سنة ٢٥٦ للهجرة، وقد اختفى عند ما كان طفلا. ويؤمن الإمامية بأن هذا الإمام حى وأنه سيعود ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا، ويعيد سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ويستردّ حقّ أسرته فى الولاية على الأمة فى يوم موعود به من الله، هو سر من الأسرار الإلهية.

ويقولون إن هذا حقا مخالف للمألوف أن يكون إماما وهو قد رحل وعمره خمس سنوات وأن يظل قرونا متوالية حيا، ولكنها-كما يعتقدون-معجزة ستحقّق، إذ يعود إليهم هذا المهدى المنتظر الذى يحرّر-فى عقيدتهم-العالم من مفاسده وشروره، ويشيع فى الناس العدالة. وهو بذلك حىّ، وكل ما فى الأمر أنه غائب خفى عن الأعين (٢). وهو عندهم فى أثناء غيابه واختفائه «قائم الزمان» يسير بين الأحياء ولا يرونه، ويرعى شئونهم، ويدبر مصالحهم (٣).

وتؤمن الإمامية الاثنا عشرية بنظرية الرجعة، إذ يعيد الله بعض الأموات إلى الدنيا ليقرّوا بين البشر نواميس العدالة الإلهية، ثم يعودون بعد ذلك إلى الموت، وكأنها بعث موقوت فى الدنيا، وهى طبعا غير التناسخ، فالتناسخ انتقال الروح من بدن إلى بدن، أما الرجعة فمعاد جسمانى فى الدنيا بنفس الصورة والشخصية، ويستدلون على هذه الرجعة بما جاء على لسان عيسى عليه السلام فى الذكر الحكيم: (وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله) وما جاء عن قصة أهل الكهف فى القرآن الكريم، وأيضا عن صاحب القصة فى قوله تعالى: (فأماته الله مائة عام ثم بعثه). غير أن فكرة الرجعة اختلطت بفكرة المهدى الذى سيأتى آخر الزمان ويتم على يديه الإصلاح المأمول، ويقول الشيخ المظفر:

«على كل حال الرجعة ليست من الأصول التى يجب الاعتقاد بها، وإنما اعتقادنا بها كان تبعا للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت عليهم السلام (٤)». وهو يلفتنا بذلك إلى أهمية


(١) انظر فى عصمة الإمام لدى الاثنى عشرية جولدتسيهر ص ١٨٨.
(٢) انظر فى نظرية المهدى الكتب الشيعية السابقة وجولدتسيهر ص ١٩١ وما بعدها وراجع فى الغيبة عقائد الإمامية للمظفر ص ٨٠.
(٣) انظر جولدتسيهر ص ١٩٦.
(٤) عقيدة الإمامية للمظفر ص ٨٣ وما بعدها وراجع فى عقيدة الرجعة لدى الاثنى عشرية جولدتسيهر ص ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>