للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدوات الكتابة وأركانها. ويخرج إلى المقالة الأولى، وقد جعلها للصناعة اللفظية وقسمها قسمين: قسما خاصا باللفظة المفردة، وقسما خاصا بالألفاظ المركبة، ويطنب فى بيان حسن الألفاظ وصفاته، متأثرا فى وضوح بابن سنان الخفاجى فى كتابه «سر الفصاحة». وبالمثل يتأثر به فى حديثه عن صفات الحسن فى الألفاظ المركبة مفصلا القول فى السجع والتصريع والتجنيس والترصيع ولزوم مالايلزم والموازنة واختلاف صيغ الألفاظ وتكرار الحروف.

وينتقل إلى المقالة الثانية الخاصة بالصناعة المعنوية، ويعرض للسرقات، ثم يتحدث عن الاستعارة والمجاز والتشبيه والتمثيل، ويعرض الالتفات وصوره وبعض الصيغ النحوية، ثم يتحدث عن التقديم والتأخير وبعض صيغ الاختصاص والإيجاز والإطناب والكناية والتعريض، ولجّ فى بعض مسائل نقدية، ثم تناول الجناس والاقتباس، وفتح فصلا للسرقات، وختم الكتاب بكلمة عن فضل الفصاحة والبلاغة ذكر فيها الفرق بين الشعر والنثر.

ونلتقى فى أواخر القرن السابع بكتاب «الأقصى القريب فى علم البيان» المطبوع بالقاهرة من نسخة قرئت على المؤلف محمد بن محمد التنوخى (١) سنة ٦٩٢ ويسمى صاحب كشف الظنون الكتاب باسم «أقصى القرب فى صناعة الأدب» ويقول إن مؤلفه توفى سنة ٧٤٩ للهجرة، ولعله أخطأ فى سنة وفاته ولا يعرف موطنه، وقد ضممناه إلى العراق لغلبة النزعة المنطقية عليه وأصدائها الواضحة فى مباحثه. وواضح من عنوان الكتاب (٢) أن مؤلفه أطلق على مباحث البلاغة اسم البيان متابعا فى ذلك ابن الأثير، وهو يفتح الكتاب ببحث منطقى فى التصور والتصديق وفى القضية المنطقية وصورها المختلفة، ثم يتحدث عن الجملة النحوية ويفيض فى مباحث الحروف والأسماء والأفعال. ثم ينتقل إلى علم البيان ومباحث الفصاحة والبلاغة فيه والحقيقة والمجاز وحسن المفردات وقبحها وصفاتها. ويخرج إلى الحديث عن المعانى ويبتدئ حديثه فيها بالكلام عن الاستعارة، ثم يتحدث عن التشبيه والالتفات والنفى والاعتراض والإيجاز والإطناب والكناية والتعريض والتقديم والتأخير والاشتقاق والتكرار وبعض ألوان البديع، وهو شديد التأثر فى كل ذلك بابن الأثير فى كتابه المثل السائر. ويلقانا جلال الدين القزوينى صاحب كتاب التلخيص المولود بالموصل، ويبدو أنه غادره فى مطالع شبابه، وأنه أتم ثقافته فى بلاد الروم وديار الشام، ولذلك سنرجئ الحديث عنه إلى الجزء الخاص بالشام ومصر.


(١) انظر فى التنوخى بروكلمان ٥/ ١٨٥ وكشف الظنون لحاجى خليفة (طبع إستانبول) ١/ ١٣٧ وكتابه نشرته مكتبة الخانجى بالقاهرة.
(٢) راجع فى تحليل هذا الكتاب كتابنا البلاغة تطور وتاريخ ص ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>