للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ٣٢٨ وكتابه أحد الكتب الأربعة الأساسية عند الشيعة الإمامية. وهو يتناول فيه عقيدة الإمامية وأسسها وبه أكثر من ستة عشر ألف حديث. وجاء بعده ابن (١) بابويه القمى نزيل بغداد الذى ذكرناه فى غير هذا الموضع وله كتاب من لا يحضره الفقيه فى تطبيق أحكام الفقه، وهو من الكتب الأربعة الأساسية عند الشيعة الإمامية، وهو مطبوع، وللشيخ المفيد الرسالة المقنعة فى أسس التشريع، وهى مطبوعة مع شرح لتلميذه الطوسى فى تبريز، وللطوسى كما مر بنا فى الحديث كتاب الاستبصار، وهو كتاب فقهى ويعتمدون عليه اعتمادا كليا فى استنباط الأحكام الشرعية، وله أيضا كتاب تهذيب الأحكام، وهو أيضا من المصادر الأربعة الأساسية عند الإمامية، وأحاديثه مرتبة على أبواب الفقه الأساسية. ومن كتبه فى الفقه «المبسوط» وهو مطبوع بإيران، وكتاب النهاية فى مجرد الفقه والفتاوى، وهو مطبوع، وقد اتخذه الشيعة الإمامية محورا لدراساتهم الفقهية منذ عصره، وله فى العبادات كتاب مصباح المتهجد جعله فى عشرة أبواب، وزاد عليه فى القرن الثامن المطهر الحلى المار ذكره بابا سماه الباب الحادى عشر، جعله مكملا له، والكتاب مطبوع ومعه شرح للمقداد بن عبد الله الحلبى.

ومرّ بنا فى العصر العباسى الثانى حديث مفصل عن الاعتزال وأئمته وانبثاق مذهب الأشعرى منه مع بيان وجوه الخلاف بينه وبين المعتزلة ووجوه الصلة بينه وبين أهل السنة، وقد طار مذهبه فى هذا العصر كل مطار، فكان الشافعية فى خراسان وبغداد وأكثر بلدان العالم الإسلامى يعتنقونه طوال العصر. وبالمثل اعتنقه المالكية حتى قيل إنهم أخص الفقهاء به. واعتنقه أكثر الحنفية فى بغداد، أما فى خراسان فقد اعتنقت كثرتهم العقيدة الماتريدية لمحمد بن محمد الماتريدى السمرقندى المتوفى سنة ٣٣٣ وهو يقترب فى عقيدته اقترابا شديدا من الأشعرى معاصره، وكل ما يمكن أن يقال إنه أخذ بفكرة الاختيار فى خلق الناس لأفعالهم، بينما كان الأشعرى يقول-كما مر بنا فى كتاب العصر العباسى الثانى-إن أفعال الإنسان لله خلقا وصنعا وللإنسان كسبا وإرادة، فهو يريدها والله يختلقها فيه. ولم يكن ذلك معارضة شديدة لمذهب الأشعرى فإن بعض الأشاعرة ممن جاءوا بعد أوشكوا أن يأخذوا برأى الماتريدى، ومن المؤكد أن عقيدته سنية كعقيدة الأشعرى. ويروى السبكى أن فضلاء الحنابلة كانوا أشاعرة، إلا من جنح منهم إلى تشبيه (٢) أخذا


(١) انظره عند النجاشى ٢٧٦ وفى لؤلؤة البحرين ٣٠٠ وروضات الجنات ٥٥٧ وبروكلمان ٣/ ٣٤٣ وما به من مراجع
(٢) السبكى ٣/ ٣٦٥ - ٣٧٤ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>