للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كهول وشبان حماة أحامس ... ميامن فى الهيجاء غير مشائم (١)

ونرجو بفضل الله فتحا معجّلا ... ننال بقسطنطين ذات المحارم

هناك نرى نقفور والله قادر ... ينادى عليه قائما فى المقاسم

ويجرى لنا فى الروم طرّا وأهلها ... وأموالها جمعا سهام المغانم

فيضحك منا سنّ جذلان باسم ... ويقرع منه سنّ خزيان نادم

ووراء القفال أئمة فى الفقه الشافعى كثيرون أنشد لهم السّبكى أشعارا فى الزهد، وسنترجم منهم للقشيرى بين شعراء الزهد والتصوف. وأنشد السبكى أيضا أشعارا للقاضيين هما على بن عبد العزيز الجرجانى والأرّجانى وسنترجم لهما بين شعراء المديح، كما أنشد أشعارا مختلفة للفقيه الأبيوردىّ وسنترجم له بين شعراء الفخر، وله ديوان كبير مثل الأرّجانى، وكان لعلى بن عبد العزيز ديوان سقط من يد الزمن. وعلى نحو ما كان الفقهاء ينظمون الشعر كان المحدّثون ينظمونه أيضا، مثل حمد بن محمد الخطابى البستى الذى مرّ حديثنا عنه بين المحدّثين، وقد ترجم له صاحب اليتيمة فى جزئها الرابع وأنشد له طائفة من شعره، وكان ينظمه أيضا المفسرون للقرآن الكريم من مثل الزمخشرى، وله ديوان شعر لما ينشر، وهو زاخر بالأدعية والابتهالات. وتروى كتب التراجم للفخر الرازى أشعارا مختلفة، وكان كثيرون من اللغويين والنحويين ينظمون الشعر، منهم الجوهرى إسماعيل بن حماد صاحب معجم الصحاح، وله ترجمة فى الجزء الرابع من اليتيمة أنشد فيها الثعالبى طائفة من أشعاره، ومنهم أبو الحسين أحمد بن فارس صاحب معجمى المجمل ومقاييس اللغة، وقد ترجم له الثعالبى فى الجزء الثالث من اليتيمة وأنشد طائفة من شعره من مثل قوله (٢):

مرّت بنا هيفاء مقدودة ... تركيّة تنمى لتركىّ

ترنو بطرف فاتن فاتر ... أضعف من حجّة نحوىّ

ومنهم ابن فورّجة البروجردىّ، وله ترجمة فى الجزء الأول من تتمة اليتيمة وكذلك فى الجزء الأول من دمية القصر، وله أشعار بديعة من مثل قوله الذى أنشده الثعالبى (٣)

ألم تطرب لهذا اليوم صاح ... إلى نغم وأوتار فصاح


(١) أحامس: أشداء
(٢) اليتيمة ٣/ ٤٠٢
(٣) تتمة اليتيمة ١/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>