للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتصل بمرض النعمان والتى يتوجه فيها إلى حاجبه عصام قائلا فى مطلعها:

ألم أقسم عليك لتخبرنّى ... أمحمول على النّعش الهمام

وأيضا فإننا نشك فى قصيدته:

لعمرك ما خشيت على يزيد ... من الفخر المضلّل ما أتانى

لأن الرواة يقولون إنه هجا بها يزيد بن عمرو بن الصعق الكلابى حين أصاب إبلا للنعمان، وكلاب عشيرة من عشائر بنى عامر، وهى قيسية مضرية، ومع ذلك نجد النابغة يدعوه فيها يمنيّا إذ يقول فى نهايتها: (ولكن لا أمانة لليمان) وما كان ليضل عنه أنه مضرى لا يمنى، وكأنما القافية أعوزت فى البيت منتحله، بل منتحل القصيدة فدعاه يمانيّا ونسبه إلى اليمن. ومن القصائد التى جاءت فى رواية الأصمعى ويملؤنا الشك فيها قصيدته:

بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما ... واحتلّت الشّرع فالأجزاع من إضما

لأنها نسيب خالص، ولأن بها روحا إسلامية تتضح فى قوله مخاطبا صاحبته:

حيّاك ربى فإنا لا يحلّ لنا ... لهو النساء وإن الدّين قد عزما (١)

مشمّرين على خوض مزنّمة ... نرجو الإله ونرجو البرّ والطّعما (٢)

وإذن فنحن ننكر خمس قصائد فى رواية الأصمعى ونبقى على سبع عشرة، ومع إبقائنا عليها لا نخليها من بعض أبيات أدخلت فى روايتها، فمن ذلك قصيدته العينية التى يعتذر فيها للنعمان، فإن الرواة أدخلوا فيها خمسة أبيات تمضى على هذا النحو:

لعمرى وما عمرى علىّ بهيّن ... لقد نطقت بطلا علىّ الأقارع (٣)

أقارع عوف لا أحاول غيرها ... وجوه قرود تبتغى من تجادع (٤)

أتاك امرؤ مستبطن لى بغضة ... له من عدوّ مثل ذلك شافع


(١) الدين هنا: الحج. يريد أنهم عزموا عليه. فهو من باب القلب فى التعبير.
(٢) مشمرين: جادين. الخوص: الإبل غائرة العيون. مزنمة: مشدودة بأزمتها ورحالها. الطعم هنا: الرزق.
(٣) الأقارع: بنو قريع بن عوف.
(٤) تجادع: تشاتم. ولفظ وجوه منصوب على الذم.

<<  <  ج: ص:  >  >>