للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقالة أن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وهل يأثمن ذو أمّة وهو طائع (١)

بمصطحبات من لصاف وثبرة ... يزرن إلالا، سيرهنّ التّدافع (٢)

سماما تبارى الرّيح خوصا عيونها ... لهن رذايا بالطريق ودائع (٣)

عليهنّ شعث عامدون لحجّهم ... فهنّ كأطراف الحنىّ خواضع (٤)

لكلّفتنى ذنب امرئ وتركته ... كذى العرّ يكوى غيره وهو راتع (٥)

فإن كنت لاذو الضّغن عنى مكذّب ... ولا حلفى على البراءة نافع

ولا أنا مأمون بشئ أقوله ... وأنت بأمر لا محالة واقع

فإنك كالليل الذى هو مدركى ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع (٦)

خطاطيف حجن فى حبال متينة ... تمدّ بها أيد إليك نوازع (٧)

أتوعد عبدا لم يخنك أمانة ... وتترك عبدا ظالما وهو ضالع (٨)

وأنت ربيع ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع (٩)

أبى الله إلا عدله ووفاءه ... فلا النكر معروف ولا العرف ضائع (١٠)


(١) أمة هنا: دين.
(٢) بمصطحبات: أقسم بالإبل التى تصطحب فى المسير إلى الحج. لصاف وثبرة: موضعان فى ديار تميم. إلال: جبل بعرفة. التدافع: العجلة.
(٣) سماما: طائر شديد الطيران شبه به الإبل فى سرعتها. خوصا: غائرات من شدة السير وإجهاده. رذايا: جمع رذية وهى الساقطة إعياء من الإبل. ودائع: مستودعات فى الطريق. يريد ما سقط منهن إعياء فترك.
(٤) شعث: جمع أشعث وهو المغبر من طول السفر. الحنى: القسى. الخواضع: المتطامنة رءوسها من الأرض.
(٥) العر: الجرب. وكانوا يداوون الإبل منه بكيها.
(٦) المنتأى: المكان النائى البعيد.
(٧) مر شرحه.
(٨) ضالع: مائل عن الحق، ويروى ظالع وهو الجائر المذنب.
(٩) الربيع هنا: الغيث. السيب: العطاء.
(١٠) النكر: المنكر. العرف: المعروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>