خطوطهم اللحيانية والثمودية والصفوية. ثم لما ظهرت مملكة النبط واستخدمت الخط لآرامى وتطورت به، وتفرق أهلها بعد سقوطها فى داخل الجزيرة وعلى طول طريق القوافل التجارية نشروا قلمهم النبطى، فهجر عرب الحجاز القلم المعينى وأخذوا يحاولون النفوذ من الخط النبطى إلى خطهم العربى الجديد متطورين به ضروبا من التطور حتى أخذ شكله النهائى.
وليست المسألة مسألة فرض واحتمال، وإنما هى مسألة نقوش حملت إلى علماء الساميات الدليل القاطع الذى لا مطعن فيه على هذه الحقيقة، فقد عثروا على نقوش فى شمالى الحجاز وعلى طول طريق القوافل إلى دمشق تثبت تطور الخط النبطى تطورا سريعا إلى الخط العربى. وأهم هذه النقوش على الترتيب نقش عثر عليه ليتمان فى قرية أم الجمال غربى حوران، ويرجع تاريخه إلى سنة ٢٧٠ م وهو لفهر بن سلّى الذى كان مربيا لجذيمة ملك تنوخ، وخطه نبطى إلا أنه يمتاز بظهور روابط بين الحروف. ويليه نقش النمارة الذى اكتشفه دوسو وما كلر سنة ١٩٠١ على بعد ميل من النّمارة القائمة على أطلال معبد رومانى شرقى جبل الدروز، بالقرب من الأماكن التى عثر فيها على الكتابات الصفوية، وقد كتب شاهدا لقبر ملك من الملوك اللخميين يسمى امرأ القيس بن عمرو، وأرّخ بشهر كسلول من سنة ٢٢٣ بتقويم بصرى وهو يوافق شهر كانون الأول (ديسمبر) من سنة ٣٢٨ م وهذا نصه:
تى نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج
وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرّب مذحجو عكدى وجا
بزجى فى حبج نجران مدينة شمر وملك معدو ونزل بنيه
الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه
عكدى. هلك سنة ٢٢٣ يوم ٧ بكسلول بلسعد ذو ولده
ويلاحظ أن الكاتب بدأه فى السطر الأول بكلمة تى الإشارية التى للمؤنث لأنها داخلة على نفس ولعلها هنا بمعنى جسد، وقد استخدم ذو بمعنى الذى، وهى لغة معروفة بين بعض القبائل مثل طيئ، كما استخدم كلمة أسر بمعنى عصب وعقد، وهو من معانيها فى المعاجم العربية. وقد حذف الألف من كلمة «التاج»،