للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يضم سلطانه جزءا من الشمال الإفريقى المغربى والحجاز واليمن. وجاءته الأخبار بأن نواب الملك الصالح إسماعيل يستقلون بالحكم ويتنازعون تنازعا مريرا مستعينين بالصليبيين، فاستقر فى نفسه أنه لا بد أن يفرض سلطانه على ديار الشام والموصل قبل أن يسدد للصليبيين ضرباته. وخرج من مصر فى سنة ٥٧٠ بجيش كثيف، وقصد دمشق واستولى عليها، كما استولى على كثير من المدن الشامية. وتقاومه جنود الملك الصالح إسماعيل وابن عمه سيف الدين غازى صاحب الموصل ويكتب له النصر، ويعقد صلحا مع الملك الصالح يبقى له فيها حلب وحدها، بينما تدخل الديار الشامية جميعها فى سلطانه. ويعود إلى مصر سنة ٥٧٢ ويأمر قراقوش ببناء سور ضخم حول القاهرة والفسطاط حماية لهما، ويبطل المكوس التى كانت تؤخذ من الحجاج بجدّة ويعوّض صاحب مكة عنها آلاف الأرادب قمحا تفرّق فى أهل الحرمين، ويأخذ فى إنشاء المدارس والرباطات بالقاهرة منذ هذا التاريخ. ويعود إلى الشام فى سنة ٥٧٣ ويواقع الصليبيين فى غير معركة وترجح كفته رجحانا واضحا، ويمضى إلى الشمال وديار الموصل ويستولى على كثير منها:

ويعود إلى مصر ويضبط الأمور فيها ويأمر ببناء قلعة الجبل. ويأتيه الخبر بموت الملك الصالح إسماعيل، فيخرج فى أول سنة ٥٧٨ ويتم له الاستيلاء على حلب وبعض بلدان الجزيرة والموصل.

وتسوّل لرايجنالد نفسه أن يهاجم مكة والمدينة من حصنه الكرك واستولى على أيلة وشحن سفنا بالرجال وآلات الحرب، وعاثوا فى البحر الأحمر وموانيه الحجازية والمصرية، وتعقّبه العادل نائب أخيه صلاح الدين فى مصر بأسطول مصرى فتك بسفنه ورجاله.

ونصل إلى سنة ٥٨٣ فيعدّ صلاح الدين جيشا ضخما لمنازلة الصليبيين الجنوبيين وينفخ فى نفير الحرب فيأتيه المجاهدون من كل حدب، ويتجه نحو طبرية، وتلتقى إحدى سراياه فى شرقى حيفا بجماعة من الداويّة والإسبتارية الطائفتين اللتين نذرتا أنفسهما لحرب المسلمين، وتسحقهما السرية ويقتل قائد الطائفة الثانية. ويتجمع الصليبيون من كل مكان بقيادة جاى لوزيجنان صاحب بيت المقدس، وتنشب بينهم وبين صلاح الدين موقعة حطّين المشهورة فى غربى طبرية، ويمحق جيشهم محقا، ويولى هاربا ريموند صاحب طرابلس ورينالد صاحب صيداء، ويأخذ المسلمون الصليب الأعظم صليب الصلبوت، ويقع فى الأسر قادتهم وزعماؤهم جاى لوزيجنان صاحب بيت المقدس وهيو صاحب جبيل شمالى بيروت وهمفرى صاحب تبنين إلى الجنوب الشرقى من صور وجيرار مقدم الداوية ورايجنالد صاحب الكرك، وبلغ من كثرة القتلى والأسرى أن قال

<<  <  ج: ص:  >  >>