للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم لذكراهم على صحف العلا ... أصل الفخار وكلّ ذكر ملحق

الملك بعض ديارهم فلينزلوا ... والنجم بعض جدودهم فليرتقوا

إن يبق ماضيهم على سنن الوفا ... فلأنهم ببقاء أفضلهم بقوا

ملأت مواهبه القلوب مهابة ... فالقلب قبل الطّرف فيها مطرق

وكأنما أقلامه بسوادها ... غربان بين فى الخزائن تنعق

لا عيب فيه سوى العزائم قصرّت ... عنها الكواكب وهى بعد تحلّق

وواضح أنه مع سهولة الأسلوب فى القصيدة نحس كأن الألفاظ يستدعى بعضها بعضا مع جمال التصاوير فالقلب مطرق قبل العين هيبة، والأقلام كأنها غربان فراق لخزائن الأمير ما تزال تنعق فى أموالها بالبين والبعد إلى غير مآب، وعزائم الأفضل ماتنى محلقة فى السموات البعيدة، حتى لتعلو الكواكب فى تحليقها المتغلغل فى الفضاء، وإن قومه لأصل الفخار وكل فخر لغيرهم إنما هو ملحق بفخرهم. وكان قد خرج مع الأفضل فى رحلة صيد، فوصفها فى أرجوزة طويلة نيفت على مائة وستين بيتا، وصف فيها رياض حماة ثم أطنب فى وصف القنص بالشواهين والصقور والكلاب والبندق بمثل قوله:

وكلّ شاهين شهىّ المرتمى ... كبارق طار وصوب قد هما (١)

بينا تراه ذاهبا لصيدو ... معتصما بأيدو وكيدو (٢)

حتى تراه عائدا من أفقه ... ملتزما طائره فى عنقه

وكلّ صقر مسبل الجناح ... مواصل الغدوّ والرّواح (٣)

ذو مقلة لها ضرام واقد ... يكاد يشوى ما يصيد الصائد

كأنما المخلب منه منجل ... لحصد أعمار الطيور مرسل

وكل منسوب إلى سلوق ... أهرت وثاب الخطا ممشوق (٤)

طاوى الفؤاد ناشر الأظافر ... يا عجبا منه لطاو ناشر

يعضّ بالبيض ويخطو بالقنا ... ويسبق الوهم لإدراك المنى


(١) الصوب: المطر. هما: سال
(٢) الأيد: القوة
(٣) مسبل: مرسل
(٤) سلوق تنسب إليها كلاب الصيد السلوقية. أهرت: واسع الشدق.

<<  <  ج: ص:  >  >>