للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من نعشقوا سيد الملاح فى خدّو ما ونار ... طرّزوا من زانوا بالعذار

عرضت لو بالالتماح صار وردو كالبهار (١) ... وتبدّل لونو بالصّفار

وأنشد زجلا مصريا كاملا، قال: سمعته للمصريين، وهو يصور خفة روحهم ورقتهم ولطفهم وظرفهم، ومما جاء فيه (٢):

لس غريب من فارق أوطانو ... أو بعد عن ناظرو المحبوب

إلا من دارو قبل دارو ... والحبيب عن ناظرو محجوب

حبّى عنّى حجّبوه أهلو ... وأسرفوا فى جمع حفّاظو

والرّقيب قد غيّبوا عنى ... حتى عنى قيد الفاظو

كل يوم لأجلو يغيظ قلبو ... ربّ غيظ قلب الذى غاظو

ما خطر إلا وهو خائف ... أو عبر إلا وهو مرعوب

لس نطيق نلفظ معو لفظه ... لا ولا نرسل إليه مكتوب

ريت حبيبى فى الرياض يمرح ... بين أقرانو وأترابو

قلت قد صحّ المثل فينا من ... لقى أحبابونسى آصحابو

قال لى قد ضجّت بنا اعدانا ... ورمونا قلت ما صابوا

والزجل يسيل رقة ونعومة وعذوبة. وقد روى صاحب خزانة الأدب قطعة من زجل ابن القماح فى وصف النرجس (٣). ولما توفى السلطان الأشرف شعبان سنة ٧٧٨ حزن الناس عليه حزنا عظيما ورثاه الشعراء بعدة قصائد، كما رثاه الزجالون ومن قول أحدهم (٤):

كوكب السعد غاب من القلعه ... وهلالو قد انطفا بأمان

وزحل قد قارن المرّيخ ... لكسوف شمس الضّحى شعبان

ومن أطرف الأزجال المصرية لعهد المماليك زجل نشرته قديما بمجلة الثقافة (٥) نظمه زجال مصرى فى رثاء الفيل مرزوق، وهو فيل كان قد أهداه تيمور لنك فى أوائل القرن التاسع الهجرى إلى سلطان مصر، وتصادف أن الغلمان الموكّلين به ساروا معه نحو بولاق ورجعوا مجازفين به على


(١) البهار: زهر أصفر.
(٢) العاطل الحالى ص ١٠٩
(٣) خزانة الأدب ص ٢١٩
(٤) النجوم الزاهرة ١١/ ٨٣
(٥) مجلة الثقافة: العدد رقم ٣٧١ لسنة ١٩٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>